تشهد محافظة إدلب توتراً واستنفاراً عسكرياً، على خلفية اعتقال “هيئة تحرير الشام” عدداً من العناصر والقادة التابعين لـ”الجبهة الوطنية للتحرير” (أحد مكونات الجيش الوطني المدعوم من تركيا).
وتزامنت عمليات الاعتقال من جانب “تحرير الشام” مع ما يشهده الطريق الدولي حلب- اللاذقية من تصعيد من قبل القوات التركية، والتي أقدمت على فضّ اعتصام الأهالي، فجر اليوم، والرافض لتسيير الدوريات المشتركة الروسية- التركية.
وذكرت شبكة “المحرر الإعلامية” التابعة لفصيل “فيلق الشام” اليوم الاثنين، أن “تحرير الشام” شنت حملة اعتقالات عشوائية طالت قياديين ومجموعات عناصر تتبع لـ”الجبهة الوطنية” بريف إدلب الشرقي.
وقالت الشبكة الإعلامية نقلاً عن مصدر عسكري، إن “تحرير الشام” نصبت عدّةِ حواجز أمنية وعسكرية في عددٍ من مناطق ريف إدلب الشرقي، بُغيةَ اعتقال كلِّ من يمرُ على الطريق من فصيل “الجبهة الوطنية”.
وأضاف المصدر العسكري أنّ أحد هذه الحواجز اعتقل القائد العسكري في “الجبهة الوطنية” والمعروف بـ”أبو علي ديوب” مع عناصره ومرافقته، في أثناء مرورهم على الطريق باتجاه محاور ريف إدلب الشرقي.
وبحسب المصدر، فإن “أبو علي ديوب” هو المسؤول عن الرباط والتحصين في المنطقة، مشيراً إلى أن حاجزاً آخر اعتقل مجموعة عناصر من “الجبهة الوطنية”، واحتجاز آلياتهم وأسلحتهم، في أثناء عودتهم من نوبةِ رباطهم على محاور مدينة سراقب شرق إدلب.
ولم تعلق “تحرير الشام” حتى ساعة إعداد هذا التقرير على حملات الاعتقال التي بدأتها بحق قادة “الجبهة الوطنية”.
وكان “الجيش الوطني” قد أدخل تعزيزات، في الساعات الماضية، من ريف حلب باتجاه محافظة إدلب، وقال إنها لتعزيز الجبهات في محيط الطريق الدولي حلب- اللاذقية.
وتخضع إدلب إلى تفاهمات تركية- روسية، تنص على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (M4).
لكن الدوريات حتى اليوم لم تسر بشكل كامل، بسبب اعتصام مجموعة من المدنيين على الطريق، ورفضهم لمرور الدوريات الروسية.
ومنذ فجر اليوم الاثنين تحاول قوات من “مكافحة الشغب” التركية فض اعتصام أهالي محافظة إدلب على أوتوستراد حلب- اللاذقية، في أول ظهور لها داخل المحافظة، بعد اقتصار التعزيزات على عناصر الجيش التركي والقوات الخاصة (كوموندوز).
وقال مصدر إعلامي، موجود على الطريق الدولي لـ”السورية.نت” إن العشرات من عناصر قوات “مكافحة الشغب” فضوا مع ساعات الفجر نقطة اعتصام الأهالي المتقدمة، الموجودة شرق بلدة النيرب، وجرفت الخيام.
وأضاف المصدر الإعلامي أن القوات التركية أجبرت المعتصمين، الذين كانوا في النقطة المتقدمة إلى الرجوع لنقطة الاعتصام المركزية في بلدة النيرب.
وبحسب المصدر، فإن قوات “مكافحة الشغب” لم يعرف التوقيت الذي دخلت فيه إلى محافظة إدلب، ولاسيما أن ظهورهم الآن هو الأول.