تراجعت “هيئة تحرير الشام” عن فتح معبر سراقب الواصل مع مناطق سيطرة نظام الأسد في محافظة إدلب، بعد ساعات من إعلانها نيتها فتحه بصورة مفاجئة، في ظل المخاوف من انتشار فيروس “كورونا” في الشمال السوري.
وقال مصدر إعلامي من ريف إدلب لـ”السورية.نت” اليوم السبت، إن ضغوطاً شعبيةً من أهالي إدلب كانت وراء تراجع “تحرير الشام” عن فتح المعبر، مشيراً إلى أن مئات المدنيين توافدوا مع ساعات الصباح إلى محيط المعبر، واحتجوا على فتحه.
وأضاف المصدر أنه حتى الآن لم يحدد وقت آخر لفتح المعبر، ولاسيما أن الفعاليات المدنية في إدلب كانت قد دعت يوم أمس إلى احتجاجات ومظاهرات، رفضاً للخطوة التي تنوي “تحرير الشام” تنفيذها.
في حين تواصلت “السورية.نت” مع مكتب العلاقات الإعلامية في “تحرير الشام” وأكد تأجيل افتتاح المعبر، على أن يعاد فتحه بعد “أزمة كورونا”.
وأضاف المكتب: “يمكن أن يفتح المعبر مستقبلاً في منطقة أخرى كمنفس تجاري، بعد الانتهاء من أزمة كورونا”.
وكانت “تحرير الشام” قد عممت، يوم أمس الجمعة، في رسالة وصلت لـ”السورية.نت” أنها تنوي فتح معبر مع نظام الأسد، يصل بين سراقب وسرمين.
واعتبرت “تحرير الشام” أن المعبر سيكون تجارياً وليس مدنياً، ولا خطورة من فتحه، مؤكدةً أنها ستقدم على هذه الخطوة، بعد مطالبات من المزارعين والتجار في الشمال السوري.
وحددت “تحرير الشام” في تعميمها آلية العمل عبر معبر سراقب، بأنه و”بعد وصول السيارة من طرف النظام لساحة المعبر يتم تعقيم السيارة والبضائع من قبل فريق مختص، ويعود السائق باتجاه النظام، ويستلمها سائق من الطرف المحرر، وبعد تفريغ الحمولة يعود ويسلمها بنفس المكان”.
وخسرت “تحرير الشام” في الحملة العسكرية الأخيرة كامل معابرها الواصلة مع سيطرة نظام الأسد، بينها معبر مورك في ريف حماة ومعبر العيس في ريف حلب.
وتشكّل المعابر بالنسبة لـ”تحرير الشام” مورداً مالياً، تعتمد عليها في الدعم المالي اللازم لترسانتها العسكرية، ولإدارتها المدنية لمحافظة إدلب.
ويسود تخوف في الشمال السوري من وصول أية إصابة بفيروس “كورونا” إلى المنطقة، وخاصةً من المعابر الواصلة مع مناطق سيطرة نظام الأسد.
وصدرت عدة قرارات، في الأيام الماضية أفضت بإغلاق المعابر الواصلة بين إدلب ومناطق “درع الفرات”، بالإضافة إلى المعابر الواصلة مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وبحسب خريطة السيطرة الميدانية في الوقت الحالي لا ترتبط محافظة إدلب بمناطق سيطرة نظام الأسد بأية معابر، على خلفية توسع مناطق سيطرة قوات الأسد مؤخراً، بالسيطرة على منطقة العيس ومناطق في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي.
ويتصدر مشهد إدلب حالياً الأوتوستراد الدولي حلب- اللاذقية، والذي تحاول روسيا وتركيا فتحه، بناء على اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع في موسكو، مطلع آذار الماضي.