ظهرت مطالب حقوقية مؤخراً تنادي بإدراج رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وحليفته روسيا، على القائمة السوداء التابعة للأمم المتحدة، أو ما يُعرف بـ “قائمة العار”، لارتكابهما انتهاكات بحق الأطفال السوريين على وجه الخصوص.
وقدّم تحالفٌ حقوقي يدعى “Watch list”، يضم نحو 13 منظمة حقوقية وإنسانية، مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، أمس الاثنين، طالبه فيها بإدراج روسيا والأسد على “قائمة العار”، لمسؤوليتهما عن قتل وجرح عشرات الأطفال في سورية، خلال عام 2019.
وتضمنت المذكرة، التي نشرتها المنظمة عبر موقعها الرسمي، مطالب بإدراج دول وجهات على القائمة السوداء، ومن بينها إسرائيل وقوات حفتر في ليبيا، والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان، والتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.
وقدمت المذكرة، التي حملت عنوان “قائمة ذات مصداقية: توصيات لتقرير الأمين العام السنوي لعام 2020 بشأن الأطفال والنزاع المسلح“، معلومات وأدلة عن الانتهاكات المرتكبة ضد الأطفال في 14 دولة عام 2019، مطالبة بإدراج 10 أطراف في 9 دول ضمن “قائمة العار” الأممية، بالاستناد إلى معلومات تم التحقق منها من قبل مؤسسات الأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يُصدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، التقرير السنوي الخاص بالانتهاكات ضد الأطفال في مناطق النزاع، منتصف العام الجاري، حسبما أعلن المتحدث باسم غوتيرش، ستيفان دوغريك.
ما هي “قائمة العار” الأممية؟
أنشأت الأمم المتحدة عام 2002 لائحة سوداء، عُرفت باسم “قائمة العار”، للأطراف المتحاربة المسؤولة عن مقتل وجرح وانتهاك حقوق الأطفال في مناطق النزاعات.
واعتبرت الأمم المتحدة حينها أن قائمة العار ستكون أداة ردع لمنع ارتكاب أي انتهاك بحق الأطفال حول العالم، خاصة في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة.
وتستند المنظمة الدولية في إدراج الجهات ضمن القائمة السوداء، على جملة أدلة ومعلومات تُثبت تورط أي جهة في تجنيد واستغلال الأطفال، وتعنيفهم جنسياً، أو قتلهم وتشويههم أو خطفهم، كما تشمل الهجمات على المدارس والمستشفيات.
وتضم قائمة العار الأممية حكومات أو جماعات مسلحة غير حكومية، في دول عدة، على رأسها أفغانستان والسودان واليمن وكولومبيا والصومال والعراق وميانمار ونيجيريا.
ولا يعني إدارج أي دول أو جهة في “قائمة العار” محاسبتها بالضرورة، وإنما يشكل أداة ضغط عليها، لإجبارها على الامتثال للقانون الدولي الإنساني.
بالأرقام.. انتهاكات روسية- أسدية بحق الأطفال
يواجه نظام الأسد وحلفائه اتهامات حقوقية ودولية بالمسؤولية عن ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الأطفال السوريين، منذ بدء الثورة السورية عام 2011.
وأصدرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تقريراً، نهاية عام 2019، وثقت خلاله مقتل 29 ألف طفل في سورية، منذ عام 2011، 85% منهم على يد النظام وروسيا.
وبحسب التقرير، فإن من بين الأطفال الذين قتلهم النظام يوجد 186 طفلاً قتلوا خلال هجمات كيماوية، و404 بهجمات عنقودية، و305 قتلوا جراء نقص الغذاء والدواء، كما وثقت الشبكة اعتقال نظام الأسد 3618 طفلاً دون 18 عاماً، وتنفيذه أكثر من 1141 اعتداء على المدارس.
في حين حمل تقرير الشبكة القوات الروسية المسؤولية عن مقتل 1928 طفلاً، منذ تدخلها إلى جانب النظام في سورية عام 2015، واعتدائها على المدارس (200 هجوم)، وتشريدها عشرات آلاف الأطفال.