هدوءٌ حذر على “M4” بعد توتر غير مسبوق.. الاعتصام مستمر
يسود هدوءٌ حذر على الطريق الدولي “m4″، بعد توتر غير مسبوق شهده يوم أمس الأحد، عقب محاولة الجيش التركي فض الاعتصام، والمنظّم منذ أكثر من شهر، لرفض تسيير الدوريات التركية والروسية المشتركة.
وقال مصدر إعلامي لـ”السورية.نت” اليوم الاثنين، إن الأوضاع على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (m4) عادت إلى طبيعتها، مع هدوء حذر من جانب المعتصمين، والجيش التركي على الجانب الآخر.
وأضاف المصدر أن ساحة الساعة في مدينة إدلب تشهد مؤتمراً صحفياً بعد ساعات، دعت “لجنة الاعتصام” لحضوره، لطرح آخر المستجدات و تفاصيلها منذ يوم أمس، بحسب ما قولهم.
ماذا حصل أمس؟
وشهد الطريق الدولي حلب- اللاذقية، يوم أمس، تطورات متسارعة عقب محاولة الجيش التركي فض الاعتصام على الطريق الدولي (إم 4)، بعد فشل فضه، في الأسابيع الماضية.
واقتحم الجيش التركي مكان الاعتصام، مع ساعات فجر أمس، وأحضر جرافات عسكرية بهدف رفع السواتر الترابية، لكن المعتصمون حاولوا منعه، وفي أثناء ذلك قتل شخصان وأصيب خمسة آخرين، تضاربت الروايات حول هويتهم سواء مدنيين أم عسكريين.
ونشرت شبكة “الدرر الشامية” (المقربة من تحرير الشام)، تسجيلاً أظهر لحظة اقتحام عناصر من الجيش التركي لمكان الاعتصام، وهجوم العشرات من الجيش التركي على المعتصمين بالعصي، وسط تكبيرات من قبل المعتصمين وتبادل رمي الحجارة وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وألقى الجيش التركي القنابل المسيلة للدموع وفتح خراطيم المياه على المعتصمين، بهدف إبعادهم عن الطريق.
ولم يعلق الجانب التركي على التطورات في إدلب، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، ولاسيما أنه يسير بمهلة روسية لتطبيق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الموقع في موسكو، بين الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان والروسي، فلاديمير بوتين.
تصاعد التوتر
التوتر يوم أمس تصاعد بعد مقتل المعتصمين، ووصل إلى مرحلة مواجهة مباشرة بين مسلحين يتبعون لـ”هيئة تحرير الشام” والجيش التركي، وذلك لأول مرة في محافظة إدلب.
وبحسب مصادر متقاطعة قالت لـ”السورية. نت”، فإن عناصر من “تحرير الشام” استهدفوا آلية مجنزرة تركية بصاروخ مضاد، إلى جانب قصف نقطة المراقبة في بلدة النيرب على الطريق.
ورداً على ذلك استهدفت طائرة مسيرة تركية من نوع “بيرقدار”، مربضاً للهاون ومركز لقاعدة “م.د” مضادة للدروع، تابعة لـ”تحرير الشام” قرب بلدة النيرب.
وبحسب المصادر فإن فصيل “فيلق الشام”، المدعوم من تركيا والمنضوي ضمن “الجيش الوطني”، تدخل من أجل تهدئة الأمور بين الطرفين، وسط أنباء عن التوصل إلى حل بينهما، وهو ما يؤكده الهدوء الحذر على الطريق، اليوم.
لكن ومع ما سبق نفت “تحرير الشام”، اليوم، تعرض أي نقاط عسكرية تابعة لها لهجوم عسكري من قبل القوات التركية، ونفت أيضاً حدوث اجتماع بينها ومع الجانب التركي.
وقال مسؤول العلاقات الإعلامية في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر: “انتشر خبر عن استهداف الجيش التركي لمجاهدينا عبر طائرة مسيرة، وهذا الخبر غير صحيح، كما انتشر عقد اجتماع بيننا وبين الأتراك في المسطومة، وهذا أيضًا غير صحيح”.
وأضاف أن جميع الأخبار المتعلقة بذلك منفية.
وتخضع إدلب إلى تفاهمات تركية- روسية، تنص على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (M4).
لكن الدوريات حتى اليوم لم تسر بشكل كامل، بسبب اعتصام مجموعة من المدنيين على الطريق، ورفضهم لمرور الدوريات الروسية.
وتعتبر “تحرير الشام” الجهة الفاعلة والنافذة في محافظة إدلب، إذ تفرض سيطرتها على جميع المدن والمناطق، عسكرياً وإدارياً.