كشف مصدرٌ في دمشق لـ”السورية.نت”، أسماء من قال إنهم “شخصيات قيادية”، في شركة “سيريَتل”، ممن تم اعتقالهم فجر اليوم الأحد، حيث داهمت مخابرات الأسد، منازلهم في العاصمة السورية.
وقال المصدر، الذي كان مديراً سابقاً في الشركة، التي يرأس مجلس إدارتها، رامي مخلوف، وهي أحد مزودي خدمة الهواتف المحمولة في سورية، إن حملة الاعتقالات، شملت شخصيات قيادية “مهمة” في “سيريَتل”، خاصة في أقسام المالية والمحاسبة.
وشملت قائمة الذين داهمت مخابرات نظام الأسد منازلهم، نحو الساعة الثانية فجراً، كل من المدراء التنفيذيين في الشركة؛ سهيل صهيون(لبناني)، مدير الموارد البشرية، وبشر مهنا، مدير العلاقات الحكومية(ويشغل مناصب أخرى)، وبسام حتاملة(أردني)، المدير المالي العام.
إلى ذلك، شملت حملة المداهمات والاعتقالات، مدراء “كبار” في قسمي المحاسبة والمالية، بينهم محمد دوماني، ورضوان حداد، إضافة لمدير قسم الإعلام في الشركة، وهو علاء سلمور.
واعتبر المدير السابق بالشركة، وطلب عدم ذكر اسمه، أن “الذين أعرفهم، و تم اعتقالهم من بيوتهم ليلاً، لا ناقة لهم ولا جمل بكل الخلافات الحاصلة بين أركان النظام..هم موظفون يعملون بخبراتهم ومهاراتهم”، مؤكداً أن “حملة الاعتقالات شملت مدراء وموظفين آخرين”.
و ظهَرَ رامي مخلوف، في تسجيلٍ مصور ثانٍ اليوم، تحدث فيه عن أن الضغوطات زادت بطريقة “غير مقبولة وبشكل غير إنساني”، وطُلِبَ منه الابتعاد عن الشركات وتنفيذ التعليمات و”لن أتنازل”.
مخلوف: طُلِبَ مني التنازل..المخابرات داهمت وتعدت على الحريات
وقال مخلوف، في التسجيل الذي وصلت مدته لعشر دقائق، إن “الأجهزة الأمنية بدأت تعتقل موظفي الشركات”، متسائلاً “هل أحد يتوقع أن تأتي الأجهزة الأمنية إلى شركات رامي مخلوف وتعتقل موظفين، بعد ما كان مخلوف أكبر داعم لهذه الأجهزة وأكبر خادم لها وراعي لهم في أثناء الحرب”.
وبعد أن وصلت الأمور لـ”درجة مقرفة وخطرة”، كما قال مخلوف، فقد ناشد ابن عمته، رئيس النظام، بشار الأسد بالقول:”الأجهزة الأمنية بدأت تتعدى على حرية الناس ..هدول ناسك ..هدول موالين.. هم كانوا معك وما زالوا، ولا يجوز أن تسمح للآخرين بالتعدي عليهم”.
وأضاف مخلوف أن “الوضع صعب وخطر، وفي حال الاستمرار بهذه الحالة فإن وضع البلد سيكون صعباً، كونه يوجد منعطف خطير”، مخاطباً رئيس النظام:”أرجوك لا تصدق لهؤلاء، ولا تسمح باعتقال أناس خدموا الجيش والأمن والسوريين بكل أمانة وإخلاص، ثم تأتي وتقول يا رامي يجب أن تتنازل وإلا نعتقل كل جماعتك، هل تسمح لهم”.
ويوحي حديث مخلوف بالفيديو الجديد، أن لديه معلومات عن اعتقالات كثيرة، طالت مقربين ومساعدين له، فضلاً عن موظفين في شركات “سيرياتيل” و”راماك” وغيرها.
وكان مخلوف، الذي يوصف بأحد أكبر “حيتان الاقتصاد” في سورية، ظَهَرَ في تسجيل مصورٍ قبل يومين، عبر “فيسبوك”، و هو الأول من نوعه، مناشداً بشار الأسد، بالقول: “أريد أن أشرح لك عن المعاناة التي أمر بها، والمتعلقة بالشركات (..) أنا اليوم أدير عمل الشركات، وجاهز لفتح جميع الوثائق، ولن أكون عبئاً عليك”.
وأضاف مخاطباً ابن عمته بشار:”الوثائق موجودة.. أرسل من شئت لتدقيقها، ولكن أنا تعبت كتير من الطاقم الموجود، الذي يضعني في دائرة الاتهام، وأنني السيء”.
وكانت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد في سورية، طالبت شركتي الاتصالات الخلوية “سيريتل” وMTN”، بدفع المبالغ المترتبة عليها، وحذرت من العواقب القانونية في حال التأخر بتسديد المبالغ لخزينة الدولة.
“MTN” ستُسدد المبالغ المترتبة عليها لـ”الاتصالات”..”سيريَتل” في الزاوية
وقالت الهيئة إنها أبلغتهما بضرورة تسديد المبالغ المستحقة التي وصلت إلى 233.7 مليار ليرة سورية، قبل الخامس من مايو/ أيار الحالي.
ويعتبر مخلوف من أبرز رجال الأعمال في سورية، والمقربين من الدائرة الاقتصادية الضيقة والمتحكمة في الاقتصاد السوري.
وهاجمت تقارير إعلامية روسية، مخلوف، خلال الأسبوع الماضي، وقالت إنه يتحكم بـ60% من اقتصاد سورية.