تطورات عسكرية متسارعة في ليبيا: “الوفاق” تواصل تقدمها بعد ترهونة
قوات حفتر تتراجع وتخسر كافة مواقعها في طرابلس
قالت غرفة عمليات “بركان الغضب”، التابعة لـ”حكومة الوفاق”، إن مقاتليها بسطوا سيطرتهم، بعد ظهر اليوم الجمعة، على مدينة العربان، جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، وذلك بعد ساعاتٍ قليلة من تقدمٍ نوعي، تمثل بإبعاد قوات خليفة حفتر من مدينة ترهونة الاستراتيجية.
وأعلنت “عملية بركان الغضب”، إن مقاتليها دخلوا بلدة العربان، جنوب مدينة غريان(100 كم جنوب العاصمة طرابلس)، دون مقاومة.
وقال يوسف البديري، وهو “عميد بلدة غريان”، إن المنطقة “تم تحريرها دون مقاومة، بعد هروب ميليشيا حفتر”، التي كانت تسيطر على المدينة منذ أكثر من سنة.
بموازاة ذلك، أكد المتحدث باسم “عملية بركان الغضب”، محمد قنونو، دخول قواته للمدينة، التي كانت تتخذها قوات حفتر مركزاً عسكرياً متقدماً لها.
وجاء حديث قنونو، بعد إعلان قواته فجر اليوم، اقتحامها مدينة ترهونة الاستراتيجية، إثر معارك شنتها من عدة جهات حول المدينة.
وقال مصطفى المجعي، الناطق باسم المركز الإعلامي لـ”بركان الغضب”، إن “قواتنا حررت مدينة ترهونة بشكل كامل”، وتواصل تمشيطا “المدينة ولا توجد أي مقاومة” عقب انسحاب قوات حفتر.
بدوره أكد محمد قنونو، أنه “تم دحر عصابات الكاني (اللواء التاسع) في ترهونة ولقّنت مليشيات حفتر الرهابية درساً لن تنساه”.
وتمثل هذه التطورات العسكرية المتسارعة، انجازاً كبيراً لحكومة “الوفاق” المعترف بها دولياً، والتي كانت قبل أشهر، تواجه خطراً كبيراً، بعد تضيق الخناق على مناطق سيطرتها غربي ليبيا، من قبل قوات اللواء خليفة حفتر الذي كان يسعى للسيطرة على طرابلس عسكرياً.
وكانت قوات “الوفاق” سيطرت مساء الأربعاء، على مطار طرابلس الدولي، بعدما كان خاضعاً لقوات حفتر، كما أعلنت “الوفاق” أمس الخميس، سيطرتها على كامل العاصمة طرابلس، التي كانت قوات حفتر تسيطر على أجزاء منها.
وجاء إعلان “الوفاق” سيطرتها على طرابس، بالتزامن مع زيارة رئيسها فائز السراج، إلى أنقرة، حيث أجرى محادثاتٍ مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وعده بأن دعم بلاده “سيستمر بشكل متزايد”.
و كثفت تركيا حضورها العسكري في ليبيا منذ أشهر، ما أدى لتراجع قوات حفتر، المدعوم من دولٍ عربية وغربية، أبرزها مصر والإمارات وروسيا وفرنسا.
ويوم الأربعاء الماضي، زار نائب السراج، أحمد معيتيق، العاصمة الروسية، موسكو، للتباحث في جهود إحياء اتفاقيات وقف إطلاق النار والعودة للمفاوضات.
وقال معيتيق خلال الزيارة، التي تزامنت مع زيارة حفتر للقاهرة:”في الفترة القادمة سنشهد خلال أيام الكثير من تخفيف التصعيد العسكري وذلك بفضل الدبلوماسية الروسية التي ستعمل معنا على تخفيف هذا التصعيد، حيث أكد لنا الجانب الروسي أنه ليس مع الحل العسكري وأن الحل السياسي هو الأساس في ليبيا والتصعيد سينتهي في الفترة القادمة القريبة”.
وانهارت بالسابق، منذ سنة 2014، اتفاقياتُ تهدئة بين قوات “الوفاق” وحفتر، مع مساعي الأخير للتقدم عسكرياً في أرجاء ليبيا الغنية بالنفط.
لكن الأمم المتحدة قالت الاثنين الماضي، إن كلا الجانبين اتفقا على استئناف محادثات وقف إطلاق النار، وحذرت من أن السلاح والمقاتلين الذين سافروا إلى ليبيا يهددون بتصعيد جديد.