قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، إن بلاده لن تسمح عودة المعارك إلى إدلب، بعد الخروقات المتكررة لقوات الأسد، خلال الأيام الماضية.
واعتبر أردوغان، في كلمة له، أن تركيا حققت نجاحاً كبيراً في اتفاقية وقف إطلاق النار في إدلب مع روسيا، قائلًا “بشكل عام النجاح حليفنا حتى الآن”.
وألمح إلى الأحداث الأخيرة في المنطقة، وبعض الخروقات التي حصلت، مؤكداً:”لن نسمح بعودة المواجهات في إدلب، على الرغم من استفزازات نظام الأسد في الأيام الأخيرة”، مشددًا أن تركيا “تقوم باللازم لمنع ذلك”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن العمليات التركية مستمرة، ضد من أسماها “التنظيمات الإرهابية” داخلياً وخارجياً سواء في سورية أم العراق.
وكانت إدلب تعرضت لهجمة عسكرية قوية من قبل قوات الأسد وروسيا، في مطلع العام الحالي، أسفرت عن سيطرة النظام على مساحات واسعة في ريف إدلب الشرقي والجنوبي.
لكن في 5 مارس/ آذار الماضي، وقعت تركيت وروسيا، على تفاهم عُرفَ باتفاق موسكو، ونص على وقف إطلاق النار، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (M4).
وسيّر الطرفان منذ الاتفاق 15 دورية، سبعة منها مختصرة بين قرية الترنبة والنيرب بريف إدلب، في حين وصلت 4 دوريات إلى أطراف مدينة أريحا، وقطعت دوريتان مدينة أريحا وصولاً إلى أورم الجوز وكفر شلايا.
وتزامن ذلك مع إعلان الفصائل المقاتلة عن تدريبات وتجهيزات عسكرية، تحسباً لأي عمل عسكري من قبل قوات النظام وروسيا.
ونشرت “الجبهة الوطنية للتحرير” صورًا، اليوم، قالت إنها “جانب من أعمال الرباط والتحصين على محاور جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي”.
بموازاة ذلك، نقلت شبكة “إباء” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” عن مصدر عسكري، قوله “سقوط مجموعة كاملة من سرايا الهندسة التابعة لميليشيات الاحتلال الروسي، بين قتيل وجريح نتيجة تسللها لإزالة بعض الألغام التي أعدها المجاهدون مسبقاً، على أحد محاور جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي”.
ونشرت “الهيئة”، أمس، صوراً وتسجيلات، قالت إنها أرتال عسكرية توجهت إلى أطراف جبل الزاوية التي شهدت “استفزازات” من قبل قوات الأسد.
وشهدت إدلب، الأيام الماضية، تطورات تجسدت بقصف الطيران الحربي الروسي قرى في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الغربي، بعد هجوم نفذته فصائل جهادية، على مواقع قوات الأسد، تمكنت خلاله السيطرة على مواقع كانت تحت سيطرة الأخير.
وذكرت مصادر إعلامية من ريف إدلب لـ”السورية.نت”، أمس، أن غرفة عمليات “وحرض المؤمنين” نفذت هجوماً سيطرت من خلاله على قرية الطنجرة في ريف حماة والخاضعة لسيطرة قوات الأسد.
وأضافت المصادر أن الطيران الحربي الروسي قصف القرية بشكل فوري بعد سيطرة الفصائل المهاجمة عليها، كما طالت الغارات مناطق في ريف إدلب الجنوبي.
ورافق القصف الجوي على ريفي إدلب وحماة، قصف مدفعي استهدف كل من قرى: قوقفين، العنكاوين كفرعويد، الموزرة، قليدين، الزقوم، الحلوبة، الفطيرة، سفوهن.
من جانبها قالت معرفات مقربة من “غرفة عمليات وحرض المؤمنين” عبر “تلغرام” إن فصائل الأخيرة سيطرت على قريتي الفطاطرة وطنجرة في سهل الغاب شمال غرب حماة.
وأضافت المعرفات أن الفصائل سيطرت على “الكثير من الأسلحة”، وقتلت وجرحى عناصر من قوات الأسد.
ويأتي ما سبق بعد أيام من توتر شهدته جبهات منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، ومنطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي.