لأهمية موقعها..أربعة قادة إيرانيين وجهوا رسائل بزيارتهم البوكمال
احتلت مدينة البوكمال في دير الزور شرقي سورية، مكانة استراتيجية لدى إيران، ما جعلها هدفاً لزيارة قياديين عسكريين كبار، خلال الأشهر الماضية.
من هذه الزيارات كانت لقائد “فيلق القدس” السابق، قاسم سليماني، الذي زار المدينة أكثر من مرة، أثناء المعارك الدائرة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وآخر زيارة لسليماني كانت، في يوليو/ تموز العام الماضي، اذ اجتمع مع قيادين في حي الجمعيات بمزرعة تضم داخلها مبنى كان يستخدم سكناً للمهندسين، وكان الهدف منها رفع معنويات القوات الإيرانية استعداداً لأي هجوم أمريكي محتمل.
وكان سليماني قتل، مطلع العام الحالي، إلى جانب أبو مهدي المهندس نائب رئيس “الحشد الشعبي”، بقصف أمريكي بالقرب من مطار بغداد.
وبعد شهرين زار القيادي في “الحرس الثوري” الإيراني، الحاج مهدي، مقراً للحرس قرب مشفى الهناء وسط مدينة البوكمال، وعقد اجتماعاً مع شخصيات عشائرية من المدينة وفق مواقع محلية في المنطقة.
الزيارة الثالثة كانت لقائد قوات الجو في “الحرس الثوري” الإيراني، حاجي زادة، في أبريل /نيسان الماضي، عندما وصل من مدينة القائم العراقية، إلى الأراضي السورية عبر معبر “القائم- البوكمال”، وأجرى جولة استطلاع مع ضباط إيرانيين ثم عاد إلى العراق.
أما آخر هذه الزيارات كانت لقائد “فيلق القدس” الحالي، اسماعيل قاآني، أمس السبت، بحسب صور نشرتها وكالة “تسنيم” الإيرانية في أثناء زيارته لمدينة البوكمال شرقي سورية.
وقالت الوكالة إن قاآني زار مناطق العمليات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في البوكمال، ونقل مراسلها عن قاآني قوله: “بالنظر إلى أن وجود داعش كان تحت إدارة الولايات المتحدة والنظام الصهيوني، يجب أن نتأكد من أن مؤامرات هذين النظامين الإجراميين لم تنته”.
وتعتبر مدينة البوكمال، الواقعة على الحدود مع العراق، ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، إن كان من الجانب العسكري أم الاقتصادي.
وتحولت المدينة إلى مركز عسكري لإيران، إذ وضعت فيها كل ثقلها، وأقامت قواعد عسكرية أبرزها قاعدة “الإمام علي”، ما جعلها هدفاً للضربات الأمريكية والإسرائيلية بشكل متكرر.
كما تكمن أهمية المدينة من كونها عقدة المواصلات البرية، إذ تعتبر بوابة إيران إلى البحر المتوسط ولبنان، والممر الوحيد الذي يربط بين طهران وبغداد وسورية.
وافتتح نظام الأسد معبر البوكمال- القائم، في 30 من سبتمبر/ أيلول العام الماضي، بعد خمس سنوات من إغلاقه، بسبب سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على مساحات واسعة من المنطقة الشرقية لسورية، ما اعتبر فتح المعبر مكسباً استراتيجياً لإيران.