أبلغت روسيا مجلس الأمن الدولي، أنها لا تريد إيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سورية، إلا عبر معبر واحد ولمدة ستة أشهر فقط.
ونقلت وكالة “فرانس برس”، اليوم الخميس، عن مصادر دبلوماسية “رفضت الكشف عن هويتها”، أن روسيا حددت نقطة عبور واحدة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية، وهي معبر “باب الهوى” على الحدود مع تركيا، فيما طلبت إغلاق النقطة الأخرى الواقعة على الحدود التركية أيضاً وهي “باب السلامة”، بحجة أنها الأقل استخداماً “بكثير”، حسب المصدر.
وأضاف مصدر دبلوماسي للوكالة الفرنسية، أن المفاوضات مع روسيا حول إيصال المساعدات إلى سورية “معقدة جداً”، فيما أشار آخر إلى أن موسكو طلبت مراراً إيقاف آلية المساعدات تلك.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أنّه في الفترة بين 1 نيسان/أبريل و31 أيار/مايو الماضيين، مرّت 3146 شاحنة مساعدات إنسانيّة عبر معبري باب الهوى وباب السلامة، 593 مركبة مرت عبر باب السلامة، مقابل عبور 2553 مركبة عبر باب الهوى.
فيما مرت 4774 شاحنة عبر باب السلامة منذ عام 2014، و28574 شاحنة عبر نقطة باب الهو، الحدوديتن مع تركيا.
يأتي ذلك مع قرب انتهاء تفويض مجلس الأمن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية، في 10 يوليو/ تموز الجاري، بموجب قرار صدر عن المجلس مطلع العام الجاري، ويقضي بإدخال المساعدات إلى سورية لمدة ستة أشهر فقط وعبر معبرين، هما باب السلامة وباب الهوى، حيث تم إغلاق معبري اليعربية مع العراق والرمثا مع الأردن، بضغط من روسيا والصين.
وتدّعي روسيا أن إدخال المساعدات الأممية إلى سورية “ينتهك السيادة السورية”، على اعتبار أن نظام الأسد لم يوافق على الآلية الدولية، كما تدّعي أن شحنات المساعدات تصل إلى “الإرهابيين” في تلك المناطق، الأمر الذي ترفضه الأمم المتحدة، عبر تأكيدها إجراء فحص دقيق لضمان أن الشاحنات تحوي مساعدات فقط، وتصل إلى المخازن السورية عن طريق مراقبين.
وتقدمت ألمانيا وبلجيكا، قبل أسبوعين، بمشروع قرار جديد لمجلس الأمن، ينص على تمديد آلية إدخال المساعدات إلى سورية لمدة عام كامل عبر معبري باب الهوى وباب السلامة الحدوديين مع تركيا، والسماح بإيصالها عبر معبر اليعربية مع العراق لمدة ستة أشهر.
إلا أن هناك مخاوف من عرقلة روسيا لمشروع القرار، واستخدام حق النقض (الفيتو) ضده، إذ يحتاج قرار تمديد الآلية إلى موافقة 9 دول أعضاء في مجلس الأمن على الأقل، شريطة عدم استخدام الدول الخمس دائمة العضوية حق النقض، وهي: روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
ما هي الآلية الدولية لإيصال المساعدات إلى سورية؟
في العام 2014، تبنى مجلس الأمن الدولي القرار رقم “2165”، وينص على إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية، وإلى ما وراء خطوط التماس في سورية، لمدة عام واحد قابل للتمديد، وذلك عقب تقارير أممية تؤكد حاجة 13 مليون سوري للمساعدات الإنسانية.
ومنذ ذلك العام، يتم تمديد الآلية في كل عام، لتدخل عامها السادس على التوالي، في ظل مساعٍ روسية وصينية لتقويض الآلية الدولية، عبر تقليص المدة إلى ستة أشهر ثم إلى شهرين، بالإضافة إلى إدخال المساعدات عبر معبرين فقط، إلا أن محاولاتها فشلت.
وتدخل المساعدات عادة عبر أربعة معابر حدودية، هي معبر الرمثا مع الأردن، واليعربية مع العراق، وباب السلامة وباب الهوى مع تركيا، في حين تدعو روسيا إلى إدخالها عبر المعبرين التركيين فقط.
وتشير الأرقام الأممية إلى أن أكثر من 11 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأن الآلية العابرة للحدود تبقى حلاً عاجلاً وموقتاً لتلبية احتياجات السكان.