مشفى اعزاز ينهي الجدل حول تسجيل أول إصابة بـ “كورونا” في الشمال
أعلن المشفى الوطني في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي عن ظهور نتائج فحص فيروس “كورونا” للشخص المشتبه بإصابته، مؤكداً أن النتيجة سلبية.
وقال الدكتور ياسين علوش، رئيس أطباء المشفى الوطني، لـ “مكتب اعزاز الإعلامي”، اليوم الأربعاء، إن نتائج التحليل أظهرت عدم إصابة المشتبه به بالفيروس المستجد، مشيراً إلى أن المريض لديه إصابة فيروسية من نوع آخر، وتم حجره احتياطياً ريثما تم التأكد من التحاليل الخاصة به.
نتيجة تحليل PCR للمريض المشتبه به في المشفى الوطني جاءت سلبية وهو غير مصاب بكورونا بحسب رئيس الأطباء في المشفى…
Gepostet von مكتب اعزاز الإعلامي am Mittwoch, 8. Juli 2020
وانتشرت أنباء، أمس الثلاثاء، عن وصول شخص إلى المشفى الوطني في مدينة اعزاز، قادماً من تركيا، ظهرت عليه أعراض فيروس “كورونا”، حيث تم حجره وإرسال العينات إلى تركيا للتأكد من حالته.
ومع ذلك، قال الدكتور ياسين لـ “مكتب اعزاز الإعلامي” إن “النتيجة السلبية للمريض لا تمنع من الإجراءات الصحية الشخصية، والتي تتضمن لبس الكمّامة والقفازات والعناية والنظافة الشخصية”.
يُشار إلى أن الشمال السوري لم يسجل حتى اليوم أي إصابة بفيروس “كورونا” المستجد، وسط مخاوف من انتشاره وصعوبة السيطرة عليه، بسبب الكثافة السكانية وتدهور وضع المنظومة الصحية في المنطقة.
وتشير آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، في 26 يونيو/ حزيران الماضي، إلى إجراء نحو 1585 اختبار لأشخاص مشتبه بإصابتهم بـ “كورونا” في الشمال السوري، منذ بدء انتشار الفيروس حتى ذلك التاريخ، جميعها أظهرت نتائج سلبية.
— Dr. Maram Alsheikh د. مرام الشيخ (@DrMaramAlsheikh) June 26, 2020
قلق متعاظم من وصول الفيروس
أبدت منظمات دولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، قلقاً متعاظماً من وصول جائحة “كورونا” إلى إدلب، وعموم الشمال السوري، الخارج عن سيطرة نظام الأسد، لاعتبارات متعلقة بوجود عدد كبير من النازحين هناك، وافتقارهم لأدنى متطلبات الغذاء والمياه والنظافة والرعاية الصحية، خاصة في المخيمات.
تعليقاً على ذلك، يرى الطبيب السوري جواد أبو حطب، الذي كان يشغل سابقاً منصب رئيس “الحكومة السورية المؤقتة”، في حديث سابق لـ “السورية نت”، أن المخاوف مُبررة ومفهومة، على اعتبار أن الشمال السوري يسكنه أكثر من 4.2 مليون نسمة، 48% منهم نازحون، فيما يعيش 26% من النازحين داخل 1200 مخيم، موزعين في عموم الشمال السوري.
تلك الإحصائيات المهمة تُشير، بحسب أبو حطب، إلى أن إجراءات الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي “صعبة” التطبيق، في حال وصل الفيروس إلى تلك المناطق، خاصة في المخميات المكتظة، التي يتشارك فيها السكان معظم الخدمات، ويتصلون بشكل مباشر مع بعضهم.
وأضاف أبو حطب المتواجد في شمال غربي سورية، في حديث لـ”السورية نت”، أن القطاع الطبي في إدلب يعاني من تدهور كبير، بسبب الدمار الذي تعرضت له المستشفيات والمراكز الطبية على يد نظام الأسد، وتُقدّر نسبتها بـ 70%، مشيراً إلى أن تلك المراكز “غير قادرة على استقبال الحالات المرضية العادية، فكيف إذا وصلت الجائحة؟”.
ومع ذلك، فرّق الطبيب جواد أبو حطب بين الوضع الصحي في إدلب، والوضع في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي، التي أنشأت فيها تركيا 5 مستشفيات قادرة على تقديم الرعاية الصحية “الجيدة”، واستدرك: “لكن حتى في الدول المتقدمة حول العالم عانت القطاعات الطبية من تدهور بسبب فيروس كورونا، لأن عدد الحالات أكبر من الطاقة الاستيعابية للمستشفيات في تلك الدول، ما دفعها للجوء إلى نظام التباعد الاجتماعي من أجل كسر ذروة الوباء”.