تبنّى”جميع مراسم تشييع الشهداء” في منطقة جبلة وريفها، وقائد سابق في مليشيا “الدفاع الوطني”، بالإضافة إلى “تدريس مادة القومية مجاناً للطلاب”، والقيام “بالعديد من الأعمال الخيرية التي لا داعي لذكرها”، هذه سيرة ذاتية نشرها أحد المرشحين لـ”انتخابات مجلس الشعب”، في محافظة اللاذقية، وتشبهها حملاتٌ أخرى لمرشحين آخرين، سوّقوا أنفسهم لـ”الناخبين” من خلال انخراطهم في تشكيل الميليشيات.
و تسابق عددٌ من قادة المليشيات، للانخراط في قائمة “الجبهة الوطنية” في اللاذقية، مثل باسم سودان قائد مليشيا “كتائب البعث” في سورية.
وعلى غرار “سودان” ضمت قائمة المرشحين هذا العام النقيب جهاد بركات من القرداحة، وهو سجين سابق في سجون النظام كما يؤكد ناشطون في المنطقة، بتهمة تشكيل عصابة وعمليات سرقة و احتيال، حيث جاءت حملته الانتخابية بعنوان “انتخبوا مرشح الضمير و الانسانية ، مرشح الوطن و الوطنية ، مرشح الصمود و التصدي ، مرشح المقاومة و الممانعة ، المواطن جهاد بركات”.
أسماء مكررة
لا تختلف صور “انتخابات مجلس الشعب” هذه المرة، عما عهده أهالي اللاذقية منذ سنوات، إذ تمتلئ الشوارع بصور مُرشحين ثابتين، مثل فواز بهجت نصور، المرشح الحالي عن مدينة جبلة، والذي لديه مقعد ثابت في هذا المجلس منذ أكثر من عشرين عاماً ولا زال اسمه بين الفائزين.
وحسب وسائل إعلام محلية، وصل العدد النهائي للمتقدمين بطلبات ترشيح لانتخابات “مجلس الشعب” عن محافظة اللاذقية إلى ٦١٢ متقدماً موزعين بين ١٩٥عن الفئة /أ / و ٣١٧ عن الفئة /ب/.
و حافظت قائمة “الوحدة الوطنية” لمرشحي “مجلس الشعب” في اللاذقية على 6 أسماء من الأعضاء الحاليين في المجلس عن الفئة “أ” مثل عمار الأسد الذي جاء في حملته الانتخابية “عضو مجلس شعب لدورتين متتاليتين”، كما تكررت أسماء شخصيات حفظها أهالي اللاذقية عبر سنين ماضية مثل نبيل الصالح و نزار سكيف وغيرهم.
وفي وقت طغت فيه عبارات “الوطنية والصمود” و”أمل الشعب” و”صوت الكادحين والفلاحين”، في الحملات الانتخابية فقد اعتبر مرشحون آخرون أنفسهم، ممثلين عن من قُتل في معارك السنوات الماضية، كالمرشح عن مدينة جبلة، محمد البودي، والذي كتب في حملته الانتخابية “سفير الشهداء وأبو الفقراء”.
في حين أثارت بعض الحملات الانتخابية سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل عبارة المرشح يامن علاء الدين، الذي كتب على صوره :” لنعمل معا للعودة إلى المستقبل”، بينما وضع مرشح آخر من جملة انجازاته على أنه “الراعي الرسمي لمهرجان الأغنية الشعبية ومهرجان عيد الجلاء لمدة 25 سنة”.
يأس ومقاطعة
لا تختلف “انتخابات مجلس الشعب” هذا العام، عن تلك التي حفظها السوريين في ظل حكم البعث طوال منذ أكثر من نصف قرن.
فبينما امتلئت الشوارع بصور المرشحين، إلى جانب حفلات الدبكة والرقص في حملاتهم، طغت عبارات اليأس والسخرية، على ألسن المواطنين في الشوارع والأسواق، حتى في أوساط حاضنة النظام.
يرى علي وهو طالب جامعي في مدينة اللاذقية، أن النظام أخطأ كثيراً في هذه “الانتخابات”، اتجاه حاضنته الشعبية التي كانت تنتظر تغييراً ما على المستوى الاقتصادي أو “محاربة الفساد”، ومضى قائلاً:” إذا كان حزب البعث هو ممثل السلطة،و اختار نفس أسماء المجلس القديم ووضع تغيرات بسيطة، وهؤلاء فائزون أساساً، فإن الرسالة التي يجب أن يفهمها الجميع، أن الفساد مستمر والوضع لن يتغير لقد سئمنا هذه الانتخابات وأعتقد أن مثلي الكثير لن يشاركوا في هذه المهزلة”.
وسط ساحة السينما الرئيسية في مدينة جبلة، حيث ملتقى أهل المدينة والريف، اختلطت صور المرشحين واللافتات ببعضها، يضحك أبو أحمد وهو من أهالي المدينة لدى سؤال مراسل “السورية.نت” له عن المرشحين و”الانتخابات”.
ويفسر الرجل الخمسيني ضحكته بالقول:” مشكلة النظام أنه يستغبي الجميع بهذه الانتخابات، نعلم منذ عقود أنه لن يفوز إلا من وضع اسمه ليكون عضواً.. وبكل حال لن يقدم أي منهم ولن يؤخر”.