توتر شرقي المتوسط.. تركيا تنقب عن الغاز واليونان تطالب باجتماع طارئ
شهدت الساعات الماضية تصعيداً بين تركيا واليونان، على خلفية إرسال أنقرة سفينة للتنقيب عن المحروقات، في منطقة متنازع عليها مع اليونان، شرقي البحر المتوسط.
إذ أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الثلاثاء، أن بلاده عازمة على توسيع عمليات البحث عن مصادر الطاقة خلال الأسابيع المقبلة، معتبراً أن تركيا تدافع بذلك عن مصالحها في المنطقة.
وأضاف جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة أنه “اعتباراً من أواخر أغسطس/ آب الجاري، سنصدر تصاريح بإجراء عمليات بحث وتنقيب جديدة في مناطق جديدة من الجزء الغربي لجرفنا القاري”، مضيفاً “نحن مصممون على الدفاع عن مصالحنا”.
يأتي ذلك عقب يوم على إرسال تركيا سفينة “أرووتش رييس” الخاصة بالمسح الزلزالي، من أجل التنقيب عن مصادر الطاقة قبالة سواحل أنطاليا التركية، بين جزيرتي كريت جنوب اليونان وقبرص، رافقتها خمس سفن حربية تركية، حسبما أعلنت وزارة الدفاع التركية.
1. Türkiye’nin Doğu Akdeniz’deki deniz yetki alanlarında sismik araştırma faaliyetine başlayan MTA ORUÇ REİS araştırma gemisine Türk Deniz Kuvvetleri tarafından refakat ve koruma sağlanmaktadır. pic.twitter.com/y58Fcv1d4i
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) August 10, 2020
واستنكرت اليونان التحركات التركية الأخيرة شرقي المتوسط، حيث تعتبر أثينا أن أنقرة تنقب في المنطقة التابعة للجرف القاري اليوناني، ودعت اليوم دول الاتحاد الأوروبي إلى عقد اجتماع طارئ لبحث التطورات الأخيرة، معتبرة أن ذلك يشكل “تصعيداً جديداً خطيراً”.
ورفعت الحكومة اليونانية استعدادتها العسكرية في المنطقة، مشيرة إلى أن “القسم الأكبر من أسطولنا على أهبة الاستعداد للانتشار عندما يكون الأمر ضرورياً”.
إلا أن تركيا أعلنت قبل ساعات تعرض قارب مدني تركي لإطلاق نار، قبالة جزيرة رودس اليونانية، متهمة اليونان بالهجوم على القارب، وتعرض مواطنان تركيان وآخر سوري كانوا على متن القارب لإصابات، إحداها خطيرة.
فيما لم تعلق اليونان حتى لحظة إعداد التقرير على الاتهامات التركية بإطلاق نار على قارب مدني.
وكذلك حذر الاتحاد الأوروبي، الذي سيعقد اجتماعاً طارئاً، من تفاقم التصعيد بين تركيا واليونان، وقال المتحدث باسم الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، اليوم الثلاثاء إن الوضع العام “مقلق”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن نهاية يوليو/ تموز الماضي تعليق مشروع التنقيب شرقي المتوسط، إلا أنه قال أمس الاثنين إن بلاده ستستأنف التنقيب عن مصادر الطاقة مجدداً، رداً على توقيع اليونان ومصر اتفاقاً بحرياً لترسيم الحدود بينهما، من شأنه تقليص حجم المياه الاقتصادية التركية وحرمان تركيا من الثروات النفطية والغازية المحتملة.
يُشار إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية تم اكتشاف حقول غاز شرقي المتوسط، في منطقة متنازع عليها بين تركيا واليونان، ما أدى إلى تفاقم النزاعات بين الدول المطلة على المنطقة، خاصة اليونان وتركيا وقبرص ومصر وإسرائيل.