تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية تقليص عدد قواتها في سورية، ولاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، في عملية من المقرر تطبيقها في الأشهر المقبلة.
وفي تصريحات لقائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي، اليوم الخميس، قال إن “مستويات القوات الأمريكية في العراق وسورية ستنخفض على الأرجح في الأشهر المقبلة”، لكنه لم يتلق أوامر بعد ببدء سحب القوات.
وعلى الرغم من مطالبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الخريف الماضي، بالانسحاب الكامل لجميع القوات الأمريكية البالغ عددها 1000 جندي من سورية، لا يزال على الأرض وحتى الآن حوالي 500 جندي، معظمهم في شمال شرق سورية.
وأضاف ماكنزي في مؤتمر أمني نظمه معهد الولايات المتحدة للسلام: “لا أعتقد أننا سنبقى في سورية إلى الأبد”.
وتابع: “في مرحلة ما، نريد أن نصبح أصغر حجماً هناك (…) أنا فقط لا أعرف متى سيكون ذلك. طالما بقينا، سنعمل بجد للقضاء على داعش”.
وعلى خلاف سورية، توقع ماكنزي أن تحافظ القوات الأمريكية وقوات الناتو الأخرى على “وجود طويل الأمد” في العراق، لـ”لمساعدة في محاربة المتطرفين الإسلاميين ولوقف النفوذ الإيراني في البلاد”.
ورفض الجنرال الأمريكي الإفصاح عن حجم الوجود العسكرية في العراق، لكن مسؤولين أمريكيين آخرين قالوا إن المناقشات مع المسؤولين العراقيين التي تستأنف هذا الشهر قد تؤدي إلى خفض عدد القوات الأمريكية إلى حوالي 3500.
وحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” من تصريحات ماكنزي ومسؤولين أمريكيين آخرين: “بإمكان الولايات المتحدة تحمل النظر في سحب قواتها من العراق وسورية، لأن القوات المحلية أصبحت قادرة بشكل متزايد على مواجهة داعش بمفردها، مع بعض المساعدة التقنية والاستخباراتية واللوجستية الأمريكية”.
وقال “روبوك”، وهو ضابط السلك الدبلوماسي، ونائب المبعوث الخاص لإدارة ترامب للتحالف العالمي لهزيمة تنظيم “الدولة”: “تقييمنا هو أنه تهديد ولكنه ليس تهديداً متزايداً (…) إنهم غير قادرين على شن هجمات أو عمليات معقدة”.
وفي مطلع العام الحالي، في شهر شباط، كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب قد حدد هدف قوات بلاده في سورية، بحراسة آبار النفط، في خطوة لمنع نظام الأسد وروسيا من الاستفادة منها.
وقال في تصريحات، حينها: “لقد أخذنا النفط، والجنود لدينا هناك هم الذين يحرسونه، لدينا النفط، وهذا كل ما لدينا هناك”، بحسب ما نشرته مجلة “Newsweek” الأمريكية.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن من أكبر المكاسب التي حققتها في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، السيطرة على حقول النفط شرقي سورية، التي كانت تشكل مصدر عائدات رئيساً للتنظيم.
وفي أكثر من مرة، منعت القوات الأمريكية الدوريات الروسية من الوصول إلى مناطق حقول النفط في الحسكة.
وبدأت القوات الأمريكية إعادة تموضعها في مواقع شمال شرقي سورية، في الأشهر الماضية، معززة وجودها بمعدات عسكرية ثقيلة وأخرى لوجستية، حيث انتشرت قرب حقول النفط والغاز ومواقع أخرى كانت قد انسحبت منها سابقاً قرب الحدود مع تركيا، في أثناء بدء أنقرة عملية عسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية).