في إدلب..صناعة “الكمامات” تُدير آلات الخياطة المتوقفة عن صنع الملابس
مع انتشار فيروس كورونا – كوفيد 19 في الشمال السوري، وما رافقه من آثارٍ اقتصادية طالت بعض المهن، تحولت مشاغل خياطة مؤخراً من صناعة الألبسة إلى انتاج الكمامات الطبية، وذلك بسبب زيادة الطلب عليها وارتفاع أسعار نظيرتها المستوردة.
وساهمت صناعة الكمامات المحلية بالحد من توقف مشاغل خياطة عن العمل، وتأمين فرص عمل، وفق عاملين في هذه المهنة، إلا أن تساؤلات عديدة طرحت حول مراعاة الكمامات المصنعة محلياً للشروط الصحية، ومدى مراقبة الجهات الصحية في المنطقة لعوامل السلامة.
باسل العقدة نازح من قرية باريشا في إدلب وصاحب مشغل خياطة في قرية كلي بالمحافظة، حوّل عمله بالكامل قبل قرابة شهر إلى صناعة الكمامات، بعد توقف الطلب على الملابس مع انتشار جائحة “كورونا”.
يشرح باسل في حديثه لـ”السورية.نت” مراحل تصنيع الكمامة في مشغله بالقول:”نستخدم طبقتين من قماش الفازلين إحداها رقيقة والأخرى سميكة، توضع الطبقتين على جهاز لثنيها وصنع طبقات، ثم نضع لكل كمامة سلك معدني ومطاطات ونستخدم المكواة بحرارة مرتفعة لأجل تعقيمها بالحرارة”.
وفيما قال ذات المتحدث، على أن ورشته تراعي الشروط الصحية بطريقة صنع الكمامة، فإنه أكد على أن “هناك اختلاف في طرق الصناعة بين الورشات..بعضهم يعقمون الكمامات بعد خياطتها بسوائل التعقيم وبعضهم يكتفي بكيها بحرارة مرتفعة”.
وحول عدد الكمامات المنتجة في اليوم الواحد وقدرة مشاغل الخياطة في المنطقة على تأمين متطلبات الأسواق، دون الحاجة للاستيراد، أكد باسل العقدة، أن انتاج العامل الواحد من الكمامات يتراوح بين 800 إلى 1000 قطعة يومياً، مضيفاً أن تحول المشاغل إلى صنع الكمامات ساهم نوعاً ما في استمرار عمل المشاغل، وتأمين فرص عمل، وتخفيض الأسعار للمستهلك المحلي.
وتباع علبة الكمامات التي تضم 50 قطعة في إدلب، بسعر يعادل بين 2 و 5 دولارات حسب عدد طبقات الكمامة، فيما يصل سعر المستورد إلى 10 دولارات.
من جانبه أكد أبو أحمد وهو صاحب مشغل خياطة في مدينة إدلب، مراعاة الكمامة المنتجة محلياً للمواصفات الصحية المطلوبة، مشيراً في حديث لـ”السورية.نت”، إلى أن المشاغل تنتج عدة أنواع من الكمامات، ويتعاقد معظمها مع منظمات وجهات محلية تشتري الانتاج وتوزعه على الأسواق.
ماذا عن الرقابة؟
من جهة أخرى قال الدكتور حسن قدور مدير “الرعاية الثانوية والثالثية” بمديرية صحة إدلب، لـ”السورية.نت”، إن مديرية الصحة لم تمنح أي ترخيص لأي مشغل خياطة لانتاج الكمامات في المنطقة، وهي تعمل دون رقابة مديرية الصحة.
وحول توافق انتاج الكمامات المحلية مع المواصفات العالمية، قال الناشط خالد عبد الرحمن المقيم في إدلب، إن مديريات الصحة، لم تمنح أي ترخيص لمشاغل خاصة بصناعة الكمامات، و”العكس أيضاً لم نرى أو نسمع إغلاق أي منها أو متابعتها”.
يشار إلى أن مديرية “صحة حلب الحرة”، سجلت قبل أيام، أول وفاة بفيروس “كورونا المستجد” في الشمال السوري، فيما وصل عدد الإصابات بالفيروس في الشمال السوري حتى تاريخ 21 آب/أغسطس وفق احصاءات “شبكة الإنذار المبكر” إلى 59 إصابة، بعد تسجيل إصابة جديدة في مدينة سرمدا.