مأساة جديدة بمخيمات الشمال: حالات إغماء وأمراض مع موجة حرٍ قاسية
مخاوف وتحذيرات جديدة في مخيمات الشمال السوري، لكن هذه المرة ارتبطت بفصل الصيف وما يحمله من درجات حرارة مرتفعة، تزيد مأساة أكثر من مليون إنسان يسكنون المخيمات، منذ سنوات، دون الإلتفات إلى إخطارات المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، والداعية إلى إيجاد حل دائم لمعاناة النازحين في تلك المخيمات.
حالات إغماء متكررة داخل المخميات، تم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة الماضية، نتيجة موجة الحر الشديد الذي تشهده مناطق شمال غربي سورية، مع وصول درجات الحرارة إلى 43 درجة في أوقات الذروة، مؤدية إلى ظهور بعض الإصابات بالأمراض الجلدية وحالات إسهال، وسط تحركات خجولة لمنع حدوث كارثة جديدة.
و بدأت بعض المنظمات باتخاذ خطوات للتخفيف من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة على سكان مخيمات الشمال، متحدثة عن مخاوف من ظهور الأفاعي والعقارب السامة والحشرات، وحدوث حرائق سببها المواد القابلة للاشتعال.
نازحون تحت ظل الأشجار
محمد نعسان، مسؤول التواصل والشراكات في منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية”، تحدث لموقع “السورية نت” عن تسجيل المنظمة حالات إسهال متكررة وأمراض جلدية وحالات عدوى خاصة، تصيب الأطفال على وجه التحديد في مخيمات الشمال السوري.
وأضاف نعسان أن تأثير ارتفاع درجات الحرارة يكون أكبر داخل المخيمات، كونها تعاني بالأساس من نقص المياه الصالحة للشرب ومياه الاستخدام النظيفة، إلى جانب الازدحام الشديد، ومخاوف من انتشار فيروس “كورونا” بشكل كبير داخلها.
فيما حذر فراس خليفة، عضو المكتب الإعلامي في منظمة “الدفاع المدني السوري”، من تفاقم المأساة في مخيمات النزوح شمالاً، مشيراً إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يجعل خيام النازحين كـ “موقد النار”، كونها مصنوعة من مادة النايلون التي تحبس الحرارة داخلها، ما يؤدي إلى اشتعالها.
وأضاف خليفة لـ”السورية نت” أن النازحين في المخيمات أصبحوا يلجأون للجلوس تحت الأشجار هرباً من الحرارة المرتفعة داخل الخيام، متحدثاً عن “غياب أي مبادرة أو حل لإنهاء معاناة الأهالي في المخيمات”.
ويعيش في الشمال السوري أكثر من 4.2 مليون نسمة، 48% منهم نازحون، فيما يعيش 26%من النازحين (ما يقارب مليون) داخل 1200 مخيم، موزعين في عموم الشمال السوري في إدلب وأرياف حلب.
مبادرات لاحتواء الأزمة
تسعى المنظمات الإنسانية مع كل أزمة يشهدها الشمال السوري، إلى احتواء المعاناة بما تملكه من إمكانيات محدودة، قيّدها تذبذب التمويل الدولي، وارتفاع أعداد النازحين وتفاقم احتياجاتهم الإنسانية.
وفيما يبقى سد تلك الاحتياجات أمراً مستحيلاً في المرحلة الراهنة، تنادي تلك المنظمات بإيجاد حل دائم لأزمة النزوح وإعادة النازحين إلى مناطقهم، مع تكثيف بعض المنظمات أنشطتها مؤخراً لتلافي أكبر قدر من الأضرار جراء ارتفاع درجات الحرارة.
فراس خليفة، عضو المكتب الإعلامي في منظمة “الدفاع المدني”، قال لـ”السورية نت” إن المنظمة قامت بنشر عدة إرشادات وتوجيهات توعوية للأهالي داخل المخيمات، لحماية أنفسهم من حرارة الشمس المرتفعة.
وأضاف: “نشرنا بروشورات في المخيمات ننصح الأهالي فيها بتوخي الخروج في أوقات الذروة، من الساعة 10 صباحاً وحتى 4 عصراً، تجنباً للإصابة بضربات شمس خاصة بالنسبة للأطفال”.
وتضمنت التحذيرات أيضاً إبعاد أي مواد قابلة للاشتعال من تحت الخيام وحفظها في مكان أكثر رطوبة، خاصة بالنسبة لاسطوانات الغاز ومواقد الطبخ، حيث أشار خليفة إلى تسجيل منظمة الدفاع المدني عدداً من الحرائق في المخيمات نتيجة انفجار اسطوانات غاز واشتعال الخيام.
فيما تحدث محمد نعسان، مسؤول التواصل والشراكات في منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية”، عن أنشطة قامت بها المنظمة لزيادة توزيع المياه داخل المخيمات عن السابق، والذي كان بمعدل 3750 متراً مكعباً.
إلى جانب ذلك، عملت المنظمة على مشاريع لإتلاف النفايات بشكل أكبر، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة، وذلك تجنباً لاشتعالها وانتشار رائحتها، وكذلك شفط الحفر الفنية، وزيادة توزيع المياه الصالحة للشرب والاستخدام، بحسب نعسان.
وأضاف: “أصبحنا نراعي مسألة توزيع السلل الغذائية خارج أوقات الذروة، وكذلك كثفنا من توزيع مواد التنظيف وتخصص برامج توعوية للأهالي لتجنب أضرار الجو الحار”.
إرشادات تقي من الحرارة المرتفعة
خصصت المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري برامج توعوية عدة للحماية من أشعة الشمس الحارة، وارتفاع درجات الحرارة، تتلخص بما يلي:
– شرب الماء البارد والإكثار من السوائل بشكل عام
– عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس وارتداء غطاء رأس
– تأجيل الأنشطة في ساعات الذروة خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن
– ارتداء الملابس القطنية قدر الإمكان
– إبعاد المواد القابلة للاشتعال إلى خارج الخيام خاصة اسطوانات الغاز
– حفظ الأطعمة في مكان مناسب منعاً لفسادها بسبب الحر
وتتضمن أبرز تأثيرات ارتفاع الحرارة والتعرض للشمس على الجسد، بما يلي:
– أمراض جلدية خاصة الطفح الجلدي
– التعرض لضربة شمس وما يرافقها من صداع وفقدان الوعي
– الإصابة بالإسهال والإقياء
– نوبات قلبية في حال التعرض للحرارة الشديدة لفترة طويلة