قالت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إنها تستبعد أي عملية عسكرية للجيش التركي في المناطق التي تسيطر عليها شرق سورية، معوّلةً بذلك على الاتفاقيات الأمريكية والروسية، التي تحكم المنطقة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك للمتحدث باسم “قسد”، مصطفى بالي مع مايلز كاكينز، المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال بالي: “إننا نعول على الاتفاقيات الروسية والأمريكية مع تركيا، ولا نتوقع عمليات تركية في الوقت الحالي”.
بينما أكد كاكينز بدوره أن “الولايات المتحدة والتحالف الدولي ليست جزءاً من الاتفاقيات النفطية الأخيرة مع الشركات الأمريكية الخاصة”.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم “قسد”، بعد مرور عام كامل على عملية “نبع السلام”، والتي سيطر بموجبها الجيش التركي على مساحات واسعة، على طول الشريط الحدودي بين سورية وتركيا، من مدينة رأس العين وصولاً إلى مدينة تل أبيض.
وجاءت التصريحات بعد معلومات نشرتها وكالة أنباء نظام الأسد (سانا) عن قرب عملية عسكرية يجهز لها الجيش التركي، في مناطق شمال شرق سورية.
وذكرت الوكالة (سانا)، أمس، أن القوات التركية أدخلت رتل آليات عسكرية وشاحنات محملة بالأسلحة إلى رأس العين، استعداداً لشن عملية عسكرية على مدينة الدرباسية وبلدة أبو راسين بريف الحسكة.
ونقلت الوكالة عن مصادر قولها إن الرتل التركي الذي دخل من بوابة رأس العين الحدودية اتجه إلى قرى باب الخير والداوودية، وسط أنباء عن نية القوات التركية “شن عدوان على مدينة الدرباسية وناحية أبو راسين”، بريف الحسكة الشمالي.
وكانت تركيا هددت باستئناف عملية “نبع السلام” على الحدود السورية- التركية، في حال لم تؤدِّ كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا التزاماتها مع تركيا، بحسب تصريحات لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في 19 من تشرين الثاني الماضي.
وكانت تركيا اتفقت مع واشنطن وروسيا، كل على حدة، على إيقاف العمليات العسكرية، في مناطق شمال شرق سورية.
وأبرم الرئيسان التركي والروسي اتفاقية، في 22 من تشرين الأول 2019، في مدينة سوتشي، بشأن مناطق شمال شرقي سورية.
ونصت الاتفاقية على سحب كل القوات الكردية من الشريط الحدودي لسورية بشكل كامل، بعمق 30 كيلومتراً، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبح وتل رفعت.
وقضت أيضاً بتسيير دوريات تركية روسية بعمق عشرة كيلومترات على طول الحدود، باستثناء القامشلي، مع الإبقاء على الوضع ما بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وفسحت الاتفاقية المجال أمام قوات النظام السوري للدخول إلى مناطق شرق الفرات للمرة الأولى منذ عام 2012، ضمن تفاهمات مع “قسد” وبالتزامن مع بدء الانسحاب الأمريكي من سورية.
وجاءت الاتفاقيتان بعد عملية عسكرية بدأتها تركيا تحت اسم “نبع السلام”، في 9 من تشرين الأول 2019، ضد “قسد” وعمادها العسكري “وحدات حماية الشعب” (الكردية).