عقد وزير الخارجية في حكومة نظام الأسد، وليد المعلم مؤتمراً صحفياً مع نظيره الروسي، سيرغي لافورف ونائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف في دمشق، وذلك في إطار الزيارة التي بدأت، صباح اليوم.
وتطرق المعلم ولافروف وبوريسوف إلى عدة ملفات في أثناء المؤتمر الصحفي، أبرزها المسار السياسي الخاص باللجنة الدستورية السورية، بالإضافة إلى وضع محافظة إدلب، ووضع مناطق شرق الفرات، والانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية عام 2021.
كما ناقش القائمون على المؤتمر مذكرة التفاهم الأخيرة التي أعلن عنها “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) و”حزب الإدارة الشعبية”، الذي يرأسه قدري جميل.
اللجنة الدستورية.. لا زمن لها
فيما يخص مسار اللجنة الدستورية السورية قال وليد المعلم: “ستجري الانتخابات الرئاسية في سورية وستكون نزيهة، وفيما يتعلق بشرط الإقامة لمن يريد الترشح، فهذا شأن اللجنة العليا للانتخابات”.
وأضاف المعلم: “كل من تتوفر فيه شروط الترشيح بإمكانه أن يترشح، أما فيما يتعلق بالدستور السوري القادم فإن هذا سيكون نتاج ما يتوصل إليه أعضاء اللجنة الدستورية، وأي نتائج تتوصل إليها هذه اللجنة فستعرض على الاستفتاء الشعبي”.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إنه يستحيل أن “يوضع برنامج زمني فيما يخص عمل اللجنة الدستورية”.
وأضاف: “زيارتنا الحالية مكرسة لمناقشة الأفق المستقبلية لتطوير العلاقات السورية الروسية”.
وتأتي زيارة الوفد الروسي إلى دمشق، بعد أيام من انتهاء الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، والتي يعوّل عليها وضع دستور جديد لسورية.
وكان المبعوث الأممي إلى سورية, غير بيدرسون قد زار العاصمة الروسية، موسكو، الأسبوع الماضي، والتقى بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ووزير الدفاع، سيرغي شويغو.
وحسب ما ذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيانٍ لها فإن شويغو شدد وفي حديثه مع بيدرسون على “التأثير السلبي للعقوبات الغربية على ملفي التسوية السياسية ومكافحة الإرهاب في سورية”.
وأشار إلى أن “تغييرات كبيرة وقعت في سورية، تتعلق بكل مجالات العملية السياسية تقريباً، والوضع الإنساني وإعادة الإعمار، ومكافحة الإرهاب”.
إدلب.. التفاهمات حتى النهاية
الملف الثاني الذي تم التركيز عليه في المؤتمر الصحفي هو وضع محافظة إدلب، والتي تشهد سرياناً لاتفاق وقف إطلاق نار، بين روسيا وتركيا.
وقال لافروف: “تم التوصل لاتفاقيات ملموسة ويتم تنفيذها بشكل متتابع، ومن أهم الاتفاقيات الفصل بين المعارضة المعتدلة وبين المتطرفين، وتأمين طريق إم فور، وخلق المنطقة الأمنية على طول الطريق”.
وأضاف: “ولو ببطئ يتم تنفيذ الاتفاقيات، فأنا على يقين أننا سنستكمل تنفيذها بكل نجاح”.
وكانت روسيا وتركيا قد أتمتا تسيير الدوريات المشتركة على الطريق الدولي حلب- اللاذقية، وذلك أكد بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من إتمام تسيير الدوريات، إلا أنها ما تزال مستمرة حتى اليوم، وكانت قد تعرضت لاستهدافات من قبل مجموعات “مجهولة”، عرّفت نفسها بأنها “كتائب خطاب الشيشياني”.
الاقتصاد وخطط إعادة الإعمار
إلى جانب ما الملفين السابقين، تطرق لافروف والمعلم إلى وضع الاقتصاد السوري العام، والأزمة التي يعيشها مع العقوبات المفروضة على نظام الأسد.
وليد المعلم قال: “علاقتنا الاقتصادية تنمو وتتطور بما يحقق مصلحة الشعبين الروسي والسوري، وأنا متفائل بالوضع الاقتصادي العام وشعبنا سيشعر بالتحسن القادم”.
وأضاف: “متفائل وأبشر شعبنا بأن الوضع الاقتصادي العام سيشهد تحسناً خلال الأشهر القادمة”.
في حين أشار نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف إلى أن موسكو “ستواصل خطة إعادة الإعمار ضمن خارطة الطريق في مجالات عدة بينها الطاقة”.
وأضاف بوريسوف: “أجرينا محادثات بناءة ومفيدة مع رئيس الوزراء الجديد وبحثنا معه سبل ترسيخ التعاون في مختلف المجالات -نسعى لتعزيز التعاون الروسي – السوري في مختلف المجالات”.
ووقعت روسيا مع نظام الأسد عدة اتفاقيات استراتيجية في مجال التنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية السورية، واستخراج الفوسفات من مناجم الشرقية في تدمر.
كما تدخلت روسيا في الجانب الغذائي السوري، وأصبحت الدولة الأولى في تصدير مادة القمح، إضافة إلى الاتفاق مع نظام الأسد على بناء أربع مطاحن للحبوب في محافظة حمص، بكلفة 70 مليون يورو، ما يعني محاولة الروسي إخضاع أي حكومة مقبلة من خلال السيطرة على مادة القمح الاستراتيجية.
كما وقعت شركة ستروي ترانس غاز (CTG) الروسية الخاصة، مع حكومة النظام اتفاقية لاستئجار مرفأ طرطوس لمدة 49 عاماً مقبلة.