تشهد جبهات محافظة إدلب الفاصلة بين فصائل المعارضة وقوات الأسد عمليات تسلل متكررة من قبل الأخيرة، على مختلف المحاور من ريف حلب الغربي ووصولاً إلى الريف الشمالي للاذقية.
وكانت آخر المحاولات، مساء أمس الأحد، إذ قالت فصائل المعارضة إنها أفشلت محاولة تسلل على محور فليفل بريف إدلب الجنوبي، أغلبها بالقنص الحراري.
وأضافت أنها أفشلت محاولة تسلل أيضاً في محور تقاد بريف حلب الغربي، في تطور على هذه الجبهة لم يسبق وأن شهدته، على مدار الأشهر الماضية، من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتأتي محاولات التسلل بالتزامن مع تصعيد بالقصف من قبل الطائرات الروسية، والتي كانت قد استهدفت محيط مدينة إدلب، أمس، بأكثر من 18 غارة جوية.
كما تتزامن عمليات التسلل مع حديثٍ عن قرب عملية عسكرية من جانب قوات الأسد بدعم روسي على مناطق فصائل المعارضة السورية، في خطوة للسيطرة على المناطق الواقعة جنوب الطريق الدولي حلب- اللاذقية (m4).
يقودها ضباط روس
في حديث لـ”السورية.نت” قال الناطق باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” (أحد تشكيلات الجيش الوطني)، ناجي المصطفى إن فصائل المعارضة أفشلت جميع محاولات التسلل، والتي تتم من جانب قوات الأسد، لكن بتخطيط وأوامر من ضباط روس.
وأضاف المصطفى أن قوات الأسد تحاول من عمليات التسلل الوصول إلى الخطوط الأمامية للفصائل العسكرية، وهو ما شهدته مؤخراً جبهات دير سنبل والفطيرة ومنطقة الحدادة، والتي شهدت أكثر من 5 عمليات تسلل في يوم واحد.
ولا تعلن قوات الأسد أو روسيا عن عمليات التسلل، وهي سياسة كانت قد اتبعتها منذ بداية العمليات العسكرية على محافظة إدلب.
وفي وقت سابق كانت وسائل إعلام روسية قد نشرت صوراً لعناصر روس من “قوات النخبة”، في أثناء محاولتهم اختراق جبهات فصائل المعارضة في إدلب.
وتغيب الأهداف الواضحة التي تريدها روسيا وقوات الأسد من عمليات التسلل.
فيما يقول قادة عسكريون من فصائل المعارضة إن هذه التحركات تصب في إطار “جس النبض”، الذي يسبق أي عملية عسكرية على الأرض.
وحسب المصطفى: “الفصائل تتصدى لعمليات التسلل من خلال التجهيزات التي تعمل عليها على خطوط الرباط، بحيث يتم كشف كافة المحاور، ووضع كمائن متقدمة، ووضع الخطط التكتيكية”.
وأضاف: “كافة الخروقات وعمليات التسلل تتم بعمليات وإشراف وقيادة روسية”.
هجوم وشيك؟
وعلى مدار الأشهر الماضية كانت إدلب قد شهدت هدوءاً، بالتزامن مع تسيير دوريات مشتركة بين الروس والأتراك على طريق حلب- اللاذقية (m4).
وكان “معهد دراسات الحرب” قد أصدر تحليلاً، أمس السبت، حذر فيه من هجوم وشيك لقوات الأسد على محافظة إدلب.
وتضمن تحليل المعهد مؤشرات لاحتمالية إقدام النظام على شن عملية عسكرية وشيكة في إدلب.
كما ربط احتمالية قيام النظام بهذه العملية العسكرية بالاتفاقات التركية الروسية، وموافقة تركيا أو إعطائها الضوء الأخضر لروسيا لدعم النظام للمضي بهكذا عملية.