تجربة “مجلس تلعار” بحلب..تعزيز فكرة الانتخابات ونسبة مشاركة المرأة 70%
مَثّلت انتخابات المجلس المحلي، قبل أيام، في بلدة تلعار شمال شرق حلب، ما اعتبرها القائمون على العملية “نقطة مضيئة لترسيخ تجربة الانتخابات”، في عموم المناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد، و”تعزيز الوعي لدى المواطنين، لأهمية دورهم في بناء مستقبل سورية”.
فرغم الدور الفاعل لمجالس محلية، في بعض مناطق الشمال السوري، إلا أن هذه المجالس تبدو غائبة عن عدد كبير من قرى وبلدات تلك المناطق، ما دفع الجهات الفاعلة هناك إلى إعادة طرح مسألة تشكيل مجالس محلية منتخبة من قبل الأهالي.
ثلاث بلدات في ريف حلب الشمالي شهدت، في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، انتخابات محلية للمرة الأولى، بمشاركة سكان تلك البلدات، وهي: تل عار وعويلين وغرور، التابعة لناحية اخترين شمالي حلب، حيث “أحيت تلك الانتخابات”، حسب القائمين عليها “آمالاً برفع سوية الوعي الانتخابي لدى المواطنين” الذين لم يمارسوا تجربة الانتخابات طوال عقودٍ مضت.
ترسيخ تجربة الانتخابات
وتحت إشراف “مجلس محافظة حلب الحرة” ومجلس مدينة اخترين ومكتب التنمية المحلية ودعم المشاريع الصغيرة، ومنظمة “اليوم التالي”، و”وحدة المجالس المحلية”، أُقيمت انتخابات المجلس المحلي في بلدة تلعار ناحية اخترين، حيث تمت عملية الاقتراع في أربعة مراكز لانتخاب ممثلين عن قرى: تل عار شرقي ، عويلين ، غرور ، وشارك اكثر من ألف مواطن من سكان القرى المذكورة من الرجال والنساء بالتصويت المباشر وفق بطاقة انتخابية، وانتخاب من يمثلهم في المجلس المحلي.
وأشار رئيس “مجلس محافظة حلب الحرة”، عبد الغني شوبك، في حديثه لـ”السورية نت”، إلى أهمية وجود مجالس محلية في قرى وبلدات الشمال السوري “تمثل الوحدة الإدارية لها وتقدم الخدمات الضرورية للأهالي”.
وأضاف شوبك أن الدور الأساسي لتلك المجالس هو “تطبيق اللامركزية الإدارية”، من خلال “وجود مجلس يدير شؤون الوحدة الإدارية خدمياً ويمثلها ويعبر عنها وفق قانون الإدارة المحلية المعمول به”.
في بادرة انتخابية جديدة بالمناطق المحررة للمجالس المحلية، وبرعاية وإشراف مجلس محافظة حلب الحرة،أقيمت انتخابات المجلس…
Gepostet von مجلس محافظة حلب الحرة Free Aleppo Governorate Council am Sonntag, 4. Oktober 2020
في حين اعتبرت أسماء المحمود، من “وحدة المجالس المحلية” (LACU)، أن أهمية إجراء انتخابات مجالس محلية تكمن في ضرورة تعريف المواطنين بشكل العملية الانتخابية و”ترسيخ فكرة الانتخابات النزيهة لديهم وتوعيتهم إلى أهمية دورهم في بناء مستقبل سورية”.
وقالت المحمود في حديث لـ “السورية نت”: “نحن أمام مستقبل جديد لسورية، لذلك من الضروري أن يكون لدى المواطنين وعي انتخابي، كونهم سيشاركون في القرار مستقبلاً”.
وبحسب المسؤولة في “وحدة المجالس المحلية” فإن الدور المنوط بالمجالس الثلاث المنتخبة مؤخراً، هو تخديم أهالي المنطقة والأحياء التابعة لها، وتسهيل أمور المواطنين وتقديم الخدمات اللازمة لهم.
المرأة.. حاضرة في التصويت وغائبة عن الترشيح
وشهدت انتخابات المجالس المحلية، في بلدات تل عار وعويلين وغرور بريف حلب، مشاركة نسائية كبيرة بين الناخبات وصلت إلى 70%، في حين لم تترشح لعضوية المجلس المحلي سوى سيدتان، إحداهما انسحبت في اللحظة الأخيرة.
وأكد رئيس “مجلس محافظة حلب الحرة”، عبد الغني شوبك، لـ”السورية نت” وجود امرأة بين أعضاء المجلس المحلي، مشيراً إلى أن نسبة مشاركة النساء في التصويت عموماً وصلت إلى 70%.
في حين أوضحت أسماء المحمود، من “وحدة المجالس المحلية” (LACU)، لـ “السورية نت” سبب انسحاب إحدى المرشحتين، لأسباب مهنية، على اعتبار أن السيدة التي انسحبت تعمل مديرة مدرسة، حيث تم تخييرها بين العمل في المجلس المحلي أو المدرسة، فاختارت وظيفتها.
إجراءات أمنية حاضرة.. ما طبيعتها؟
جرت الانتخابات المحلية في البلدات الثلاث التابعة لناحية اخترين في ريف حلب الشمالي، ضمن إجراءات وقائية خاصة، لمنع انتشار فيروس “كورونا”، الذي بدأ بالتفشي بشكل كبير في مناطق الشمال السوري، حيث تم تعقيم مراكز الاقتراع الأربعة وتوزيع الكمامات والمعقمات على المشاركين والمنظّمين، واتخاذ إجراءات التباعد الاجتماعي بين الناخبين، بحسب ما أعلن “مجلس محافظة حلب الحرة”، بالتعاون مع الدفاع المدني ومديرية صحة حلب.
إلى جانب الإجراءات الوقائية، أخذت الإجراءات الأمنية دورها خلال الانتخابات، حيث كان هناك حضور لافت لعناصر “الشرطة الحرة” و”الجيش الوطني” خلال العملية الانتخابية.
وقالت أسماء المحمود لـ”السورية نت”، أن دور “الشرطة الحرة” اقتصر على الإشراف الأمني فقط، مشيرة إلى عدم وجود أي تدخل عسكري في سير العملية الانتخابية.
وأضافت “نعم توجد صبغة عسكرية مهيمنة على معظم مناطق الشمال السوري، إلا أن العملية الانتخابية كانت تسير بتسلسل حوكمي جيد، دون تدخل أي جهة أمنية أو عسكرية”.