اندلعت اشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا في محيط إقليم “ناغورني قره باغ” المتنازع عليه، وذلك بعد يومين من التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين الطرفين، في العاصمة الروسية موسكو.
وأشارت وكالة “فرانس برس” نقلاً عن مراسليها، اليوم الاثنين، إنهم سمعوا في بلدة باردا الأذربيجانية غير البعيدة عن خط الجبهة، أصداء القصف المدفعي، مع ساعات الصباح.
وفي مدينة ستيباناكيرت الرئيسية في كاراباخ أفادت الوكالة بسماع أصوات القصف من جهة بلدة حدروت.
وتبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بشأن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم توقيعه بعد اجتماع لمدة عشر ساعات شهدته موسكو.
واتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمينية بعدم الامتثال لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه.
وقالت الوزارة إن “القوات المسلحة الأرمينية التي لم تلتزم بالهدنة الإنسانية، حاولت مراراً مهاجمة مواقع الجيش الأذربيجاني”، مضيفةً أنها دمرت “عدداً كبيراً من قوات العدو، ودبابة تي-72 وثلاث قاذفات صواريخ غراد”.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان، إن أذربيجان “تقصف الآن بشكل مكثف الجبهة الجنوبية”.
وقالت أرمينيا إن “العدو تكبد خسائر فادحة في الرجال والمعدات العسكرية”.
روسيا وتركيا على الخط
وعلى خلفية الخروقات التي شهدتها وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا، كثّفت تركيا وروسيا مشاوراتهما لتثبيت الاتفاق، كي لا تعود المواجهات بين الطرفين إلى نقطتها الأولى.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف ونظيره التركي، مولود جاويش أوغلو أكدا ضرورة التنفيذ الصارم لاتفاق وقف إطلاق النار في الإقليم المتنازع عليه.
وأضافت أن الوزيرين بحثا في اتصال هاتفي الوضع القائم في الإقليم، وتطبيق التزامات البيان المشترك لوقف إطلاق النار.
من جانب آخر، دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف، بما في ذلك الأطراف الخارجية، إلى الامتناع عن أي أعمال قد تؤدي إلى المزيد من الضحايا في الإقليم.
ودعا الاتحاد الأوروبي الجانبين إلى الدخول في مفاوضات جوهرية دون تأخير تحت رعاية “مجموعة مينسك” التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، دون شروط مسبقة وعلى أساس المبادئ المتفق عليها.
ما هي مجموعة مينسك؟
تعتبر مجموعة “مينسك” الجهة المعنية بالتوصل إلى تسوية بين أذربيجان وأرمينيا حول النزاع في إقليم “قره باغ”، منذ 28 عاماً.
أُنشئت المجموعة (OSCE Minsk) عام 1992، من قِبل مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا (CSCE) الذي غُيِّر اسمه فيما بعد إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE).
تترأس المجموعة على نحو مشترك ثلاث دول هي روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، في حين تضم في عضويتها تركيا وفنلندا وألمانيا وبيلاروسيا وهولندا والسويد والبرتغال وإيطاليا، بالإضافة إلى أرمينيا وأذربيجان.
تواجه مجموعة مينسك اتهامات بالانحياز إلى جانب إدارة أرمينيا في نزاعات “قره باغ”، بسبب الضغوط التي تمارسها الأقليات الأرمينية في تلك البلدان.
وفي عدة مرات أعلن الرئيس الأذري، إلهام علييف عدم فعالية مجموعة “مينسك”، وإخفاقها في إنتاج أي حلول.
وفي يوليو/ تموز الماضي، تساءل علييف في خطاب “لماذا لا تدين المجموعة التصريحات الأرمينية الساعية لتعطيل عملية التفاوض وتحويلها إلى لقاءات بدون أهمية”؟.
Statement by the Minsk Group Co-Chairs welcoming the joint announcement by foreign ministers of 🇦🇿🇦🇲🇷🇺 on a humanitarian ceasefire, and calling on the sides to execute their commitments in full#NagornoKarabakh https://t.co/KKNcWg5o6d pic.twitter.com/jM50nqNJn7
— OSCE (@OSCE) October 10, 2020