بعد إقالة حاكم “المركزي”..ما الذي دفع وزير المالية التركي للاستقالة؟
يتزامن ذلك مع تراجع مستمر بقيمة الليرة التركية
أعلن وزير المالية التركي، بيرات البيرق، استقالته من منصبه، تزامناً مع هبوط حاد بقيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، وبعد يومين من إقالة محافظ البنك المركزي في البلاد، وتعيين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بديلاً له.
وقال البيرق في بيان نشره عبر حسابه في “انستغرام”، اليوم الأحد، إن استقالته من منصب وزارة المالية تأتي لـ”أسباب صحية”.
وجاء في نص الاستقالة:”لقد قررت عدم الاستمرار في وظيفتي الوزارية التي كنت أشغلها منذ حوالي خمس سنوات، بسبب مشاكل الصحية، سأكرس وقتي لأمي وأبي وزوجتي وأولادي”.
وتأتي استقالة البيرق، بعد أيام من إقالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لحاكم المصرف المركزي الوطني التركي، مراد أويصال، بعد عشرة أشهر فقط على تعيينه.
وقال أردوغان “لقد عزلنا محافظ البنك المركزي السابق لأنه لم يكن يستمع إلى أقوالنا”، في حين عيّن رئيس إدارة الاستراتيجية والموازنة بالرئاسة، ناجي آغبال، خلفًا له.
والبيرق الذي هو زوج ابنة الرئيس التركي، إسراء أردوغان، من مواليد يناير/كانون ثاني 1978 في مدينة إسطنبول، وحاصل على شهادة الماجستير في العلوم المالية والمصرفية من كلية لوبين لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية.
تراجع مستمر لسعر الليرة
ومنذ تعيينه سنة 2018 وزيراً للمالية، تعرض لحملات انتقادٍ عديدة، من المعارضة التركية، وأتت استقالته في ظل مواصلة الليرة التركية تراجعها المستمر مؤخراً، أمام العملات الأجنبية، إذ وصلت خلال الأيام الماضية إلى حدود 8.45 ليرات للدولار الواحد، متراجعة بنحو 7.5% خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكان سعر صرف الليرة التركية، هوى بنسبة 30% منذ مطلع سنة 2020، وهي خسارة قياسية، تزامنت مع تبعات تفشي فيروس “كورونا”، إضافة لأسباب أخرى.
وكان موقع “بلومبيرغ” نقل عن البرفسور التركي إرهان أصلان أوغلو، نائب رئيس جامعة “بيري رييس”، قبل أسبوعين قوله، إن انهيار الليرة التركية يعود بشكل رئيسي إلى عدم تدفق رأس المال من العملات الأجنبية داخل الأراضي التركية، خلال الأشهر الماضية.
واعتبر أصلان أوغلو أن هناك 3 عوائق أمام تدفق رأس المال الأجنبي إلى تركيا، أبرزها انخفاض الرغبة في المخاطرة العالمية بسبب تفشي فيروس “كورونا” حول العالم، وعدم التوازن في أسعار الفائدة في البنوك، والخوف من الأوضاع الجيوسياسية التي تشهدها تركيا.
كما أرجعت صحيفة “sozcu” التركية الأسبوع الماضي سبب هبوط الليرة التركية، إلى انخفاض عائدات السياحة في تركيا بسبب انتشار فيروس “كورونا”، مشيرة إلى أن الليرة ستتحسن جزئياً مع قرارات تخفيف قيود السفر، وانتعاش سوق الاستيراد والتصدير.
ويرى محللون اقتصاديون أن هناك جملة من الأسباب التي تلعب دوراً في تراجع الليرة، أهمها أزمة فيروس كورونا والأموال التي صرفت من قبل الحكومة على القطاع الصحي، إضافة إلى الأزمات السياسية التي تحيط بتركيا وخاصة في ملفات سورية وأذربيجان وشرق المتوسط مع اليونان وليبيا.
ما الذي يدفع البيرق للاستقالة؟
وحتى ساعة نشر هذا التقرير، لم تنشر وسائل الإعلام التركية الرسمية، خبر استقالة وزير المالية رسمياً، رغم تأكيد مسؤولين في وزارته.
وقال موقع ” Middle East Ey”، كما ترجم فريق “السورية.نت”، إن ” استقالة البيرق أتت بعد يوم من إقالة أردوغان لمحافظ البنك المركزي، واستبداله بوزير المالية السابق ناجي أغبال”.
ونقل الموقع عن مصادر قولها، إن “تعيين أردوغان لآغبال(محافظ البنك المركزي الجديد) تم دون علم البيرق”، مضيفاً أن “البيرق وآغبال غير متفقين بشأن السياسات الاقتصادية”.