اتفاقٌ يوقف حرب “قره باغ”..أذربيجان تعتبره “تاريخي” وأرمينيا: مؤلم
نشر رئيس الوزراء الأرميني، فجر اليوم الثلاثاء، بياناً قال فيه، إنه وقّع على “قرار مؤلم جداً” لوقف الحرب في إقليم “قره باغ” بعد “تحليل عميق للوضع العسكري”، فيما أعلن الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف إن بلاده “مرتاحة” للاتفاق “التاريخي”.
جاء ذلك بعد يومين، من خسارة أرمينيا، لمدينة شوشة، ثاني أكبر مدن إقليم “قره باغ”، واقتراب الجيش الأذربيجاني من عاصمة الإقليم، ستيباناكيرت.
وأعلنت موسكو، فجر اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الإذربيجاني إلهام علييف، ورئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان، توصلوا إلى إتفاقٍ لوقف المعارك في “قره باغ”.
وقال بوتين في بيانٍ نشره “الكرملين”، فجر الثلاثاء، واطلعَ عليه فريق “السورية.نت”، إن بلاده ترى بأن “الاتفاق الذي تم التوصل إليه سيوفر الظروف الضرورية لتسوية شاملة ومستدامة للنزاع في قره باغ”.
وينص الاتفاق حسب “الكرملين”، على توقف القوات الأذربيجانية والأرمينية، عند المواقع الحالية للقتال، مع انتشار قوات “حفظ سلام” على خطوط التماس في الإقليم، وعند المعبر الحدودي بين الدولتين المتحاربتين.
بموازاة ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية، إنها بدأت بإرسال طائرات شحن عسكرية “إيل-76″، تحمل قوات “حفظ السلام” إلى “قره باغ”.
مظاهراتٌ في أرمينيا
وعقب إعلان رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، عن ما سماه بـ”القرار المؤلم جداً”، تظاهر مواطنون أرمينيون غاضبون، واقتحم بعضهم مقر الحكومة في العاصمة بريفان، حسب مشاهد مصورة اطلعَ عليها فريق “السورية.نت”.
وقال باشينيان، في بيانه:”وقعت بياناً بشان انهاء حرب قره باغ مع الرئيسين الروسي والاذربيجاني”، مضيفاً أن الاتفاق يدخل حيز التنفيذ عند الساعة الواحدة ليلاً، وإنه اتخذ “هذا القرار نتيجة تحليل عميق للوضع العسكري وتقدير الأشخاص الذين يعرفون الوضع بشكل أفضل”.
عقب ذلك، أصدر أرايك هاروتيونيان، وهو الرئيس الأرميني لإقليم “قره باغ” غير المعترف به دولياً، بياناً أعلن فيه وقف الحرب مع أذربيجان.
وقال إنه و”بالنظر إلى الوضع الحالي المؤلم، ولتجنب المزيد من الخسائر الفادحة والخسارة الكاملة لقره باغ، وافقت على إنهاء الحرب قبل ساعة”.
أذربيجان: مرتاحون للاتفاق
من جهته، قال الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، إن بلاده مرتاحة لاتفاق “النقطة الأخيرة” في تسوية النزاع بـ”قره باغ”.
وقال علييف، الذي تحظى بلاده بدعمٍ عسكري وسياسي كبير من أنقرة، إن قوات حفظ سلامٍ روسية-تركية مشتركة، ستتولى عملية ضبط وقف الأعمال القتالية و”حفظ السلام” في المناطق الحدودية بـ”قره باغ”.
وأضاف “يسرنا وضع النقطة الأخيرة في تسوية قره باغ”، واصفاً الاتفاق بـ”التاريخي”.
ونقلت وكالة “الأناضول” عند علييف قوله، إن قوات حفظ السلام الروسية، ستنتشر مدة خمس سنوات، على خطوط التماس ومعبر “لاتشين”، وستكون مؤلفة من 1690 جندي و90 مدرعة.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد قال أمس الاثنين، إن بلاده ستواصل دعم “الأشقاء في أذربيجان حتى يرفرف علمهم بحرية في كامل إقليم قره باغ”.
وجاء كلامه في رسالة نشرها بمناسبة “يوم العلم” في أذربيجان، المصادف أمس الإثنين، مستشهداً بكلام الشاعر الأذربيجاني بختيار وهاب زاده، الذي يصف تركيا وأذربيجان بأنهما “ولدين من نفس الأم”.
وقال إن بلاده ستواصل دعم أذربيجان “بكل قلبها وإمكاناتها في حربها لتحرير أراضيها في إقليم قره باغ”.
ومنذ سبتمبر/ أيلول الماضي، اندلعت مواجهات عسكرية على خط التماس بين القوات الأذربيجانية والأرمنية، في “قره باغ” في أخطر تصعيد منذ عشرين عاماً، حول الإقليم المتنازع عليه تاريخياً بين الطرفين، وسط اتهامات متبادلة ببدء القتال.