أردوغان يدعو بوتين إلى إيجاد حل في سورية يشبه اتفاق “قره باغ”
دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، للتوصل إلى حل في الملف السوري شبيه باتفاق “قره باغ” الذي تم التوصل إليه أمس، وأوقف المعارك في الاقليم المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الرئيسين، اليوم الثلاثاء، لبحث وقف إطلاق النار في إقليم “قره باغ” بين أذربيجان وأرمينيا.
وحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية، أشاد أردوغان بمدى أهمية التعاون بين تركيا وروسيا في سبيل حل النزاعات والأزمات في المنطقة.
وأعرب الرئيس التركي لنظيره الروسي كما قالت وكالة “الأناضول”، عن أمله في “استمرار التعاون بين البلدين في الملف السوري، والتوصل إلى حل شبيه باتفاق قره باغ”.
ونص اتفاق “قره باغ” الذي وصفته، أرمينيا بأنه “مؤلم”، على إعادة أرمينيا عدة مناطق إلى أذربيجان خلال وقت محدد، وهي منطقة كيلبجار يحلول 15 نوفمبر ومنطقة أغدام بحلول 20 نوفمبر الشهر الحالي، ومنطقة لاتشين بحلول 1 ديسمبر الشهر المقبل.
كما نص على احتفاظ كل طرف بالمناطق التي يسيطر عليها الآن، و نشر قوات “حفظ سلام” في الإقليم لمدة خمس سنوات مع التجديد التلقائي، إذا لم يقرر أي من أطراف الاتفاقية الانسحاب منها.
تركيا وروسيا بالإضافة لإيران، هي الدول “الضامنة” لتفاهمات مسار “أستانة” الخاص بالملف السوري، وتوصلت كل من أنقرة وموسكو، إلى عدة اتفاقيات بشأن سورية، في ظل خلاف بينهما حول كثيرٍ من النقاط الأساسية في سورية، بما فيها مصير مناطق إدلب ومحيطها، وكذلك رئيس النظام بشار الأسد.
وعقدت روسيا وتركيا ثلاثة اتفاقيات أساسية حول سورية، الأول كان في سبتمير/ أيلول 2018 وما عرف باتفاق “سوتشي”، ونص على إقامة منطقة آمنة في إدلب بالشمال السوري ونشر نقاط مراقبة عسكرية.
إلا أن روسيا أخلت بالاتفاق ودعمت حملة عسكرية لقوات الأسد في المنطقة مطلع العام الحالي، وسيطرت على مساحات واسعة من ريف حماة وريف إدلب الشرقي.
وعقب ذلك، وعقب تقدم قوات الأسد، اتفقت تركيا وروسيا مجدداً في مارس/ آذار الماضي، على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي حلب- اللاذقية، لكن قوات الأسد وروسيا يخرقان الاتفاق من خلال التصعيد المستمر.
أما الاتفاق الثالث كان في شرق الفرات، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ونص على انتشار الشرطة العسكرية الروسية على طول الحدود السورية – التركية، خارج منطقة “نبع السلام” بعمق 30 كلم، إلى جانب تسيير دوريات مشتركة على طرفي منطقة العملية في الشرق والغرب بعمق 10 كلم، بعد انسحاب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من الحدود التركية.
هل سورية تشبه “قره باغ”؟
وتختلف المعطيات العسكرية والسياسية بين سورية وإقليم “قره باغ”، خاصة من جهة الدعم الروسي لكلا المنطقتين.
وتعتبر روسيا من أبرز الداعمين لنظام الأسد، وأسهمت خلال السنوات الماضية بإفشال أي قرار دولي يدعو إلى محاسبة الأسد، وإمكانية التوصل إلى حل سياسي لا يتوافق مع رغباتها ويحفظ مصالحها وما حققته من اتفاقيات عسكرية واقتصادية.
أما في “قره باغ” فلم تشارك موسكو، خلال أسابيع الصراع الماضية، بقوة في الحرب، ولم تقدم دعماً كبيراً لأرمينيا، على عكس تركيا التي دعمت أذربيجان عسكرياً وسياسياً.
وطلبت أرمينيا أواخر الشهر الماضي دعماً من روسيا بعد تقدم القوات الأذربيجانية بشكل كبير في الإقليم، لكن موسكو لم تستجيب.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان صادر عنها إن “روسيا ستقدم المساعدة اللازمة لأرمينيا في حال انتقل الصراع إلى الأراضي الأرمينية مباشرة”.