جيفري: روسيا تدرك عدم شعبية الاسد وواشنطن تقبله بشروط
وجه المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري، رسالة إلى روسيا بشأن استمرار تواجدها في سورية ودعمها لنظام الأسد، الذي اعتبره بلا شعبية.
وقال جيفري في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الأحد، إن “الروس مقتنعون بأنهم لن يحققوا نصراً عسكرياً في سورية، ويدركون أن الأسد ليس ذا شعبية وليس مؤثراً، لكن الروس لا يزالون لم يتخذوا خطوات للحل السياسي والدبلوماسي”.
وأضاف جيفري أن “الروس حاولوا دعم مؤتمر اللاجئين الأخير في دمشق، عرقلنا أي مشاركة جدية في هذا المؤتمر كي نظهر لهم أن ذلك (مقاربة روسيا) ليس صحيحا. إذا الروس واصلوا محاولاتهم هذه، فإننا سنواصل إظهار لهم أن هذا لن ينجح. لدينا الوقت”.
وجدد جيفري حديثه عن وقوع روسيا في المستنقع السوري، وشبه ذلك في غرق الولايات المتحدة الأمريكية في المستنقع الفيتنامي، والاتحاد السوفيتي في أفغانستان وإيران في جنوب العراق في الثمانينات بالقرن الماضي.
واعتبر أن “روسيا في خضم المستنقع، ونعرف أنهم يدركون أنهم في المستنقع، لكن حتى لو كنت في مستنقع، وهذا حصل معنا في فيتنام، فإن الأمر يأخذ وقتاً كي تدرك ذلك بعمق وتتصرف على هذا الأساس”.
كما اعتبر أنه “سيكون عليهم (الروس) الصراع كي لا يسقطوا أو يغرقوا. في نهاية المطاف، سيقررون اتباع أسلوب آخر، وهو التعاون معنا والمجتمع الدولي”، مؤكداً مواصلة الضغط حتى تقبل روسيا بالتعاون.
في المقابل حدد المبعوث الأمريكي شرطاً للتعامل مع رئيس النظام بشار الأسد والموافقة على بقائه في الحكم.
وقال جيفري إن “أمريكا تقبل بوجود الأسد إذا غير سياسته”، مضيفاً “نحن لا نقول إنه على الأسد أن يغادر (الحكم)”.
كما جدد جيفري شروط التطبيع بين أمريكا ونظام الأسد، وأهمها تطبيق القرار 2254، ومحاسبة الذين ارتكبوا جرائم الحرب. والعمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين “لعودة كريمة وحرة للسوريين إلى بلادهم”.
وأكد المبعوث الأمريكي أنه في حال قبول الأسد بهذه الشروط فإن أمريكا ستخفف “الضغط خطوة بعد خطوة ونرفع العزلة الدبلوماسية والعقوبات، وإذا الأسد نفسه بدأ بتنفيذ هذه الشروط فإننا سنبدأ بالرد (بخطوات)”.
ويأتي ما سبق بعد أسابيع من استقالة جيفري من منصبه كمبعوث أمريكي إلى سورية وتعيين جويل رايبورن بدلاً عنه، وجاء ذلك بعد فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، بانتخابات الرئاسة الأميركية.
وتتبع واشنطن سياسة “تجميد الصراع” في سورية بحسب ما قاله جيفري خلال لقاءات إعلامية سابقة، بالتوازي مع فرض عقوبات اقتصادية على روسيا ونظام الأسد، للضغط عليهما لاتخاذ خطوات جدية نحو الحل السياسي.