تشهد منطقة إدلب في الشمال السوري، هدوءاً يوصف بـ”الحذر”، يتخلله أحياناً خروقات من قبل قوات الأسد المدعومة روسياً، في وقت قال فيه المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري، إنه “متأكد من عدم عودة النظام إلى إدلب”.
وخلال الأسبوعين الماضيين، بدأت تركيا سحب نقاط عسكرية جديدة، تقع داخل الآراضي الخاضعة لقوات الأسد على أطراف إدلب، إذ بلغ عدد المواقع التي أخلاها الجيش التركي حتى الآن، ست نقاط، آخرها اليوم الأحد، قرب قرية الصرمان جنوبي إدلب.
يأتي ذلك في ظل مواصلة دخول التعزيزات التركية إلى الريف الجنوبي لإدلب، وتتركز بشكل أساسي في منطقة جبل الزاوية، والتي تعتبر أكثر المناطق “استراتيجية” في الريف الجنوبي.
ورافق ذلك صمت رسمي من قبل وزارة الدفاع التركية والمسؤولين الأتراك، إذ لم يصدر أي تصريح منهم حول التحركات العسكرية الأخيرة والخطط الموضوعة بشأن مصير المنطقة.
وأطلق المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري، تطمينات إلى أهالي إدلب، بعدم إمكانية شن قوات الأسد أي هجوم.
وقال جيفري في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم، “أنا متأكد من عدم عودة النظام إلى إدلب، بسبب الجيش التركي الذي لديه حوالي 20 ألف جندي وربما 30 ألفاً هناك، ولديه القدرة على منع النظام من الذهاب إلى إدلب”.
وفي سؤال حول توجيهه تطمينات لأهالي إدلب بعدم سيطرة قوات الأسد على المنطقة، أكد جيفري أن “تركيا بدعم من أميركا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) لن تسمح بذلك”.
وأشار إلى أن أمريكا قدمت “الدعم الدبلوماسي لتركيا في إدلب، وتحدثنا مع الأتراك حول ذلك والدعم اللازم”.
لكن في مقابل الصمت التركي والتطمينات الأمريكية، تواصل قوات الأسد تعزيزاتها العسكرية في ريف إدلب الشرقي، حسبما ذكرت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر، اليوم، نقلاً عن مصادر عسكرية إن “التعزيزات الجديدة تم استقدامها نحو مواقع الجيش في مدينة سراقب ومحيطها بريف إدلب الشرقي، حيث وصلت آليات محملة بجنود ومعدات عسكرية ولوجستية قادمة من ريف حلب الجنوبي نحو سراقب”
وحسب مصادر الصحيفة فإن “هذه المرة الثانية التي يقوم بها الجيش والقوات الصديقة له باستقدام مثل هذه التعزيزات خلال أسبوع”.
أما روسيا التي تعتبر الداعم الأبرز لقوات الأسد، غاب ملف إدلب عن تصريحات مسؤوليها خلال الأسبوعين الماضيين، في حين تشن طائراتها الحربية بشكل متقطع، كان آخرها أمس السبت، غارات جوية على مناطق بريف إدلب دون وقوع ضحايا.