أعلن نظام الأسد أن المياه بدأت بالعودة إلى محافظة الحسكة، بعد قرابة شهر على انقطاعها، وسط تبادل الاتهامات بين النظام وتركيا.
ونقلت وكالة أنباء النظام “سانا”، اليوم الخميس، عن مدير مؤسسة المياه في الحسكة، محمود العكلة، أنه تم تشغيل محطة علوك في رأس العين حيث بدأت بضخ المياه باتجاه الخزانات الرئيسية في مدينة الحسكة وريفها، على أن تصل المياه عبر الشبكة إلى أحياء للمنطقة خلال ساعات.
وقال مدير شركة الكهرباء في الحسكة، أنور عكلة، لوكالة “سانا” إن “الورشات التابعة للشركة قامت بإزالة قسم من التعديات على خطوط التوتر المغذية لمحطة علوك القادمة من الدرباسية، وتحديداً التجاوزات من الخط إلى مدينة رأس العين، ما أدى إلى زيادة الوارد من الطاقة الكهربائية لتشغيل المحطة”، على حد تعبيره.
وتعاني الحسكة من أزمة انقطاع المياه عنها منذ 27 يوماً، نتيجة توقف الضخ من محطة علوك، الواقعة تحت سيطرة فصائل “الجيش الوطني” المدعوم تركياً.
وتعتبر محطة علوك المحطة الرئيسية التي تغذي الحسكة، وتضمّ نحو 30 بئراً، قرابة نصفها فقط صالح للعمل.
وتُحمّل تركيا “الإدراة الذاتية” وجهازها العسكري المسؤولية عن أزمة المياه في الحسكة، بسبب قيامها بقطع الكهرباء عن مدينة رأس العين، ومنطقة “نبع السلام”.
وكان رئيس “مجلس الشعب” التابع لنظام الأسد، حمودة الصباغ أرسل، أول أمس الثلاثاء، 37 رسالة باسم المجلس إلى الأمين العام للأم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورؤساء الاتحادات البرلمانية الدولية والجمعيات البرلمانية الإقليمية والعربية، استنكر خلالها قطع المياه عن الحسكة من قبل تركيا، حسبما ورد في الرسائل.
وتضمنت الرسائل إدانة لقطع المياه عن أكثر من مليون شخص يعيشون في الحسكة، مشيرة إلى أن تركيا منذ دخولها إلى منطقة رأس العين التي توجد فيها محطة علوك “قطعت المياه عن الحسكة 17 مرة”.
وسبق أن شهدت الحسكة، في آب/ أغسطس الماضي، أزمة مياه مشابهة نتيجة توقف ضخ محطة علوك في رأس العين، ما عرّض تركيا لانتقادات دولية، إلا أن الفصائل المسيطرة على المنطقة قال حينها إن إيقاف الضخ جاء بعد قطع التيار الكهربائي من قبل “قسد” بشكل كامل عن رأس العين والمناطق المحيطة بها.
وانتشرت أنباء عن اجتماع روسي- تركي، خلال الأيام الماضية، لحل أزمة المياه الأخيرة، حيث طالب الجانب التركي بزيادة ضخ الكهرباء المخصصة لمدينتي رأس العين وتل أبيض، مقابل إعادة تشغيل محطة علوك.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) عبرت عن قلقها إزاء انقطاع المياه عن الحسكة، وقال المدير الإقليمي للمنظمة، إدوارد تيد شيبان، في تصريحات أمس الثلاثاء، إن “يونيسف ستعمل كمنظمة أممية إنسانية بالتعاون مع الشركاء للتواصل مع الطرف التركي بهدف إدخال ورشات الصيانة الكهربائية إلى محطة علوك، لتقييم الحاجة الكهربائية فيها والسعي إلى تشغيل المحطة”.