خصصت الحكومة التركية تعويضات مالية لعوائل قتلى “الجيش الوطني السوري”، والذين شاركوا في العمليات العسكرية التي شهدتها السنوات الماضية، أولها “درع الفرات”، ولاحقاً “غصن الزيتون” و”نبع السلام”.
والتعويضات المخصصة ليست جديدة، بل تأتي في إطار مشروع كامل بدأ العمل عليه من جانب الأتراك بعد عملية “درع الفرات” في عام 2016 بشكل مباشر، ليصل في الوقت الحالي إلى خطوة جديدة، وهي تحويل التعويضات المالية إلى العوائل عبر خدمة البريد “ptt”.
وتتوزع مراكز البريد التركية (ptt) في 11 مدينة سورية هي: جرابلس، الباب، عفرين، اعزاز، الراعي، مارع، بزاعة، قباسين، جندريس، تل أبيض، رأس العين.
وكان الجانب التركي قد اتجه في العامين الماضيين إلى حصر جميع التحويلات المالية الداخلة إلى مناطق ريف حلب عبر خدمة البريد التركية، ومراكزها المنتشرة في عموم المنطقة.
مشروع كامل
وفي التفاصيل قال المتحدث باسم “الجيش الوطني”، يوسف حمود في تصريحات لـ”السورية.نت”، اليوم السبت، إن “الأتراك ومنذ دخولهم إلى سورية في عملية درع الفرات جمعوا لوائح بأسماء شهداء فصائل الجيش الحر سابقاً”.
وتابع حمود: “اتجه الأتراك في ذلك الوقت أيضاً على إنشاء مكاتب لأسماء الشهداء، في جرابلس واعزاز والباب”.
ولا توجد إحصائية دقيقة عن عدد قتلى “الجيش الوطني” في العمليات العسكرية الثلاث (نبع السلام، غصن الزيتون، درع الفرات).
لكن ومنذ الإعلان عن تشكيل “الجيش الوطني” في ريف حلب، اتجه المسؤولون في المنطقة للعمل على إحصاء القتلى.
وأوضح حمود أن “دفع تعويضات مالية لعوائل الشهداء من الجيش الوطني هو مشروع بدأ العمل عليه منذ سنوات، وحينها تم طرح فكرة تحويلها عبر مراكز خدمة البريد التركية”.
واعتبر المتحدث باسم “الجيش الوطني” أن الخطوة التي تعمل عليها الحكومة التركية “جيدة لضمان حقوق الشهداء، وإحصاء جميع أسمائهم في المنطقة”.
“منحة شهيد” في عفرين
وسبق وأن دار حديث عن دفع التعويضات المالية لعوائل قتلى “الجيش الوطني”، في تموز من عام 2018، عقب عملية “غصن الزيتون” في منطقة عفرين.
وحينها أعلن الناطق السابق باسم “الجيش الوطني”، محمد حمادين أن الحكومة التركية أقرت توزيع مبالغ مالية على أسر القتلى الذين قضوا في معركة عفرين، إضافة إلى الجرحى، تحت مسمى “منحة شهيد”.
وأوضح حمادين في ذلك الوقت أن المبالغ التي وزعت كانت لكل عائلة هي 60 ألف ليرة تركية، إضافة إلى امتيازات أخرى.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال في خطاب له خلال اجتماع لـ “حزب العدالة والتنمية” في آذار 2018، إن 302 عنصر من فصائل “الجيش الحر” قتلوا في منطقة عفرين، خلال المعارك التي استمرت على مدار شهرين.
وكان “الجيش الوطني” قد شارك في جميع العمليات العسكرية التي أطلقتها تركيا على طول حدودها، من عفرين في أقصى الشمال الغربي، وصولاً إلى رأس العين وتل أبيض في شمال شرق سورية.
ويتألف “الجيش الوطني” من ثلاثة فيالق، تضم بدورها العشرات من الفصائل العسكرية، التي كانت سابقاً تحت مسمى “الجيش السوري الحر”.