يشهد الريف الجنوبي لمدينة إدلب، ومنذ ساعات الصباح، قصفاً مكثفاً بالمدفعية الثقيلة من جانب قوات الأسد، بالتزامن مع قصف جوي تتعرض له مواقع فصائل المعارضة في ريف اللاذقية.
وذكر مصدر إعلامي من ريف إدلب في تصريحات لـ”السورية.نت”، اليوم السبت، أن قوات الأسد قصفت بأكثر من 50 قذيفة مدفعية عدة بلدات في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وقال المصدر إن القصف تركّز على بلدة كنصفرة، وعلى محيط النقاط التركية التي نشرها الجيش التركي حديثاً في المنطقة.
في المقابل تعرضت جبهات فصائل المعارضة في ريف اللاذقية الشمالي لقصف من الطائرات الحربية الروسية، وذلك في إطار تصعيد تشهده هذه الجبهات، منذ قرابة أسبوعين.
ويأتي ما سبق مع توجه الجيش التركي، في الأيام الماضية، لنشر وتثبيت مخافر ونقاط حماية على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (m4).
وجاءت تحركات الجيش التركي بعيداً عن الجانب الروسي، والذي كان قد توقف بشكل كامل عن المشاركة في تسيير الدوريات المشتركة على الطريق الدولي، منذ أكثر من أربعة أشهر.
وسبق نشر المحارس ونقاط الحماية حشود وتعزيزات عسكرية “ضخمة” أدخلتها تركيا بشكل متواتر إلى المنطقة، وخاصة إلى جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، لتشكّل بذلك خطوط دفاعية على طول خط الجبهة مع قوات الأسد.
وتشهد إدلب منذ أسابيع هدوءاً يوصف بـ”الحذر”، يتخلله أحياناً خروقات من قبل قوات الأسد المدعومة من قبل روسيا التي أعلنت قبل أيام إصابة ثلاثة عناصر لها بهجوم على آلية عسكرية لها، والتي تبنتها “هيئة تحرير الشام”.
#عاجل || قصف مكثّف لميليشيات الاحتلالين الإيراني والروسي بعشرات القذائف والصواريخ يستهدف بلدة #كنصفرة في #جبل_الزاوية جنوب #إدلب بالتزامن مع تنفيذ طيران #الاحتلال_الروسي غارات في جبال #الساحل@pressrahhal pic.twitter.com/AqgI3N88eB
— أحمد رحال (@pressrahhal1) January 9, 2021
خارج “سوتشي”
وحسب خريطة السيطرة الميدانية لإدلب فإن ما يعمل عليه الجيش التركي يعتبر خارج إطار اتفاق “سوتشي” الأخير، الموقّع في آذار/ مارس 2020.
وكان الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي، فلاديمير بوتين قد اتفقا، في مارس 2020، على وقف إطلاق النار في إدلب، عقب محادثات استمرت أكثر من خمس ساعات بحضور كبار مسؤولي البلدين.
وقرر الطرفان تسيير دوريات على الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4) مع إنشاء “ممر آمن” بمسافة ستة كيلومترات شمال الطريق ومثلها جنوبه، وبالتالي مرور الدوريات المشتركة الروسية- التركية من مدن وبلدات تحت سيطرة المعارضة، كأريحا وجسر الشغور ومحمبل وأورم الجوز.
الـ12 كيلومتراً على طرفي الطريق، اقتطعت، وفق الاتفاق، مساحات كبيرة من مناطق سيطرة المعارضة، على طول الطريق بين قريتي ترنبة غرب سراقب (ريف إدلب الشرقي)، وعين الحور بريف إدلب الغربي، وهما بداية ونهاية مناطق تسيير الدوريات التركية- الروسية، وهو “الممر الآمن”.
ووفق خريطة الاتفاق الأخير لـ”سوتشي” فإن منطقة جبل الزاوية هي المنطقة التي يدور الخلاف حولها بين أنقرة وموسكو، والتي كانت الأولى قد حشدت فيها قواتها العسكرية بشكل كبير، منذ ثلاثة أشهر وحتى الآن.