اعتبر نائب المبعوث الأمريكي الخاص لهزيمة “تنظيم الدولة”، بيل روبوك، أن بلاده فقدت هيبتها في سورية، بعد الهجوم التركي في شرق الفرات ضمن عملية “تبع السلام”.
وقال روبوك في مقابلة مع موقع “Defense One” إن “الولايات المتحدة فقدت على الأرجح بعض هيبتها على المسرح العالمي، لعدم وقوفها إلى جانب شريكتها قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة التقدم التركي”.
وقال روبوك، إن أمريكا فقدت الكثير من نفوذها في المنطقة، بسبب الهجمات التركية، مضيفاً “فقدنا بين عشية وضحاها نصف الأراضي التي كنا نسيطر عليها إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية”.
واعتبر المسؤول، العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية و تركيا “معقدة”، لكن رغم ذلك “لا يمكن تجاهلها كونهما حلفاء في الناتو”.
وكانت تركيا شنت عملية عسكرية ضد “قسد” في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وسيطرت على مساحات في شرق الفرات أهمها مدينتي تل أبيض بريف الرقة ورأس العين بريف الحسكة.
وجاءت العملية حينها بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سحب القوات الأمريكية من المنطقة، ما أثار غضب واستياء التيار المؤيد لـ”الإدارة الذاتية” في واشنطن، باعتبار أن “قسد” تحت الحماية الامريكية.
مشاكل مستعصية
من جهة أخرى أكد نائب المبعوث الأمريكي، أن هناك “مشاكل مستعصية” في الملف السوري لا حل لها حتى الآن، أولها مشكلة آلاف المقاتلين من “تنظيم الدولة” المحتجزين في سجون تابعة لـ”قسد”، محذراً من عودة ظهور التنظيم “إذا لم تفعل الولايات المتحدة من المساعدة على تحقيق الاستقرار”.
أما المشكلة الثانية، هي البنية التحتية للزراعة في المنطقة، خاصة بعد تضرر قنوات المياه والري وصوامع الحبوب خلال معارك السنوات الأخيرة.
وقال روبوك إن “الرقة بدت مثل دريسدن (الألمانية) بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تم تدمير مجمعات سكنية بأكملها بالأرض وتدمير البنية التحتية تماماً”.
وأضاف أن “فشل الولايات المتحدة في المساعدة في إعادة الإعمار بطريقة أكثر أهمية يغذي شعوراً بالاستياء بين السكان في سورية من أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة، جاء وفعل كل هذا الدمار من أجل هزيمة داعش، ثم غادرت للتو ولم تساعد الناس بشكل كبير”.
وحول الحل في سورية قال “لا أدري، لا أعرف، هذه هي المشكلة، لا أعرف ما الذي سيحدث في سورية لكن في النهاية أعتقد أنه سيكون هناك نوع من الحل”.
ويأتي ذلك قبل أسبوع من تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، رئيساً للولايات المتحدة بشكل رسمي خلفاً لدونالد ترامب.
كما يأتي مع عودة شخصيات سياسية بارزة إلى الساحة، مع وصول بايدن للحكم، منهم بريت ماكغورك الذي عين مستشاراً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعرف بأنه معارض للتدخل التركي في المنطقة.
وكان ماكغورك استقال في 2018 رداً على قرار ترامب “بسحب القوات الأمريكية من شمال سورية” في ديسمبر/كانون الأول 2018، واعتبر حينها أن قرار ترامب يتيح المجال أمام روسيا وتركيا للتوسع في المنطقة.