“هيئة التفاوض” السورية تحدد أربعة شروط لضم “مسد”
مبعوث أمريكي: لا ندعم دولة كردية
حددت هيئة التفاوض السورية أربعة شروط لـ”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) للانضمام إليها، تزامناً مع اعتبار مبعوث أمريكي سابق أن بلاده لا تدعم “دولة كردية” في سورية.
وقال رئيس الهيئة، أنس العبدة، في مقابلة مع صحيفة “المدن” اليوم الأحد، إن “دخول مسد إلى الهيئة لم يطرح في الهيئة بشكل رسمي”، لكنه أكد أن وجود “مسد” كأحد مكونات الهيئة يمكن بحثه في حال تنفيذ أربعة شروط.
ووفق العبدة فإن الشروط هي “أن تتخلّى عن ارتباطاتها بحزب العمال الكردستاني، وتُخرج عناصر الكردستاني الأجانب من سورية، وتلتزم بوحدة سورية جغرافيا وأهداف الثورة السورية، وتتخلى عن أي مخططات لتشكيل إدارة ذاتية بها أو أجندات انفصالية”.
و”هيئة التفاوض” هي الممثلة في جنيف للمعارضة السورية، إذ تضم عدة منصات منها، وشارك ممثلوها في خمس جولات من محادثات اللجنة الدستورية.
و تضم اللجنة الدستورية ممثلين عن المعارضة السورية (50 ممثلاً) ونظام الأسد (50 ممثلاً) والمجتمع المدني (50 ممثلاً)، وعقدت اللجنة، منذ تشكيلها في 2019، خمس جولات كان آخرها الشهر الماضي.
ولم تفض الجولات الخمسة إلى أي تقدم في مناقشة الدستور، في حين وصف المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، مخرجات الجولة الأخيرة من “الدستورية” بـ”المخيبة للآمال”، وهو الأمر الذي أكده أيضاً الرئيس المشترك للجنة عن وفد المعارضة، هادي البحرة.
وتعلن “الإدارة الذاتية” رفضها لأي نتائج تصدر عن اجتماع اللجنة الدستورية السورية بجنيف، وقال نائب الرئاسة المشتركة لـ”لمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية” حمدان العبد، إن “كل ما طرح منذ بداية الأزمة السورية هو تقاسم حصص ونفوذ”.
وأضاف العبد، بحسب وكالة “هاوار” مطلع الشهر الجاري، أن “أي حوار أو قرار يصدر عن أي مؤتمر أو لجنة، ولا يراعي مصلحة الشعب السوري ولا يضمن حقوق جميع مكوناته، مصيره الفشل؛ الشعب السوري هو من يقرر مصيره بعيدًا عن التحالفات والإملاءات الخارجية”.
مبعوث أمريكي: “الإدارة الذاتية ليست دولة”
وتزامنت شروط هيئة التفاوض مع تصريح المبعوث السابق لواشنطن في شمال شرقي سورية، السفير الأميركي، ويليام روباك، حول الاعتراف بـ”الإدارة الذاتية”.
وقال روباك، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم، إن “الإدارة الذاتية ليست دولة. هي غير مستقرة. إنها إجراءات مؤقتة لمحاربة (داعش). الوجود الأميركي مهم، كي تستمر هذه الإجراءات. لكن لن نبقى إلى الأبد في شمال شرقي سورية”.
وأضاف روباك أن “الأوضاع في هذه المنطقة تختلف عن إقليم كردستان العراق، وما قلناه وفعلنا وعلاقتنا مع قوات سوريا الديمقراطية، كان واضحاً: أننا لا ندعم قيام دولة كردية هناك ولا نعتقد أن (العمل على قيامها) سيكون مقاربة بناءة”.
وبحسب المبعوث الأمريكي فإن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت مجموعة نصائح لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وهي “استمرار العلاقة مع أميركا والتحالف في الحرب ضد داعش وتوفير الأمن شمال شرقي سورية، وإجراءات بناء ثقة وعدم القيام بأي استفزاز لتركيا، مثل بناء دولة أو استعمال آيديولوجية معينة أو رموز أوجلانية”، في إشارة إلى زعيم «حزب العمال الكردستاني»، عبد الله أوجلان.
ويأتي ذلك في ظل تفاؤل “قسد” بالسياسة الأمريكية الجديدة مع وصول الرئيس، جو بايدن، إلى البيت الأبيض، حسب ما أعلنه قائد “قسد” مظلوم عبدي.
وقال عبدي في لقاء مع صحيفة “الشرق الأوسط“، الجمعة الماضي، إنه يأمل من بابدن “تصحيح أخطاء” سلفه دونالد ترامب، داعياً إدارة بايدن لتبني “استراتيجية جديدة” لتفعيل دور أميركا و”وضع نهاية للمحرقة السورية”.
وأضاف أن أخطاء ترامب يتصدرها “الضوء الأخضر” الذي أعطاه للجانب التركي لشن عملية “نبع السلام” في منطقتي تل أبيض ورأس العين.
وكان جو بايدن عين مؤخراً، شخصيات في فريقه عرفت برفضها لأي تدخل تركي في شرق الفرات، ومن هذه الأسماء بريت ماكغورك، الذي عُيّن مسؤولاً لإدارة ملف الشرق الأوسط وإفريقيا في مجلس الأمن القومي.
وكان ماكغورك استقال في 2018 رداً على قرار ترامب “بسحب القوات الأمريكية من شمال سورية” في ديسمبر/كانون الأول 2018، واعتبر حينها أن قرار ترامب يتيح المجال أمام روسيا وتركيا للتوسع في المنطقة.