“قسد” تلوّح بورقة التنظيم لكسب “الشرعية” من إدارة بايدن
تبحث “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عن دعم جديد من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، متجهة بذلك إلى التأكيد على استمرارية نشاط تنظيم “الدولة الإسلامية” في المناطق التي تسيطر عليها في شرق سورية.
وفي آخر التصريحات لقائد “قسد”، مظلوم عبدي قال إن “تنظيم داعش لم ينته بعد، ولا يزال موجوداً ويواصل هجماته، وقد استهدف مؤخراً المدنيين”.
وأضاف عبدي لإذاعة “صوت أمريكا“، اليوم الجمعة: “نريد أن نقول إن داعش يحاول أن يحيي نفسه ثانية، ولكن نحن والتحالف نقف أمامه ونحد من تأثيره”.
واعتبر عبدي أن نشاط التنظيم المتجدد في مناطق شرق سورية يرتبط بقرار الانسحاب الأخير للتحالف من عدة مناطق، في كل من الرقة والطبقة وعين العرب (كوباني).
وطلب قائد “قسد” من الإدارة الأمريكية الجديدة بأن “تعترف بحقوق الكرد والمكونات الأخرى الموجودة في مناطقنا”، وتابع: “لذلك نحن نرى أننا سنتمكن من القضاء على تهديدات داعش إن تم الاعتراف بالإدارة المدنية هنا”.
وحتى الآن تسود ضبابية عن الاستراتيجية التي ستتبعها الإدارة الأمريكية الجديدة فيما يخص الملف السوري، وبشكل أساسي مناطق شمال وشرق سورية.
وكان جو بايدن عين مؤخراً، شخصيات في فريقه عرفت برفضها لأي تدخل تركي في شرق الفرات، ومن هذه الأسماء بريت ماكغورك، الذي عُيّن مسؤولاً لإدارة ملف الشرق الأوسط وإفريقيا في مجلس الأمن القومي.
وكان ماكغورك استقال في 2018 رداً على قرار ترامب “بسحب القوات الأمريكية من شمال سورية” في ديسمبر/كانون الأول 2018، واعتبر حينها أن قرار ترامب يتيح المجال أمام روسيا وتركيا للتوسع في المنطقة.
وخلال حديثه للإذاعة الأمريكية أكد عبدي على نقطة لافتة وهي طلبه من إدارة بايدن أن “تلعب دوراً هاماً في جعل مناطق قسد ضمن كيان سياسي في سورية”.
وكانت “قسد” قد تلقت ضربة عسكري في أواخر عام 2019، بعد شن الجيش التركي عملية عسكرية أفضت بالسيطرة على منطقة واسعة تصل بين رأس العين وتل أبيض.
وجاءت العملية العسكرية التي سميت بـ”نبع السلام”، بعد قرار أصدره ترامب قضى بانسحاب جزئي من عدة مناطق شرق سورية، الأمر الذي فسّره مراقبون حينها بأنه “ضوء أخضر” للبدء بالعملية العسكرية التركية.
وقال عبدي إنه يأمل من الإدارة الأمريكية الجديدة أن تنتهج استراتيجية مختلفة عن سابقتها، مضيفاً: “لقد تضررنا من جوانب كثيرة من قرار الانسحاب الأمريكي في ظل الإدارة السابقة”.