قالت منظمة “هيومان رايتس ووتش” إن تقاعس حكومة الأسد عن معالجة أزمة الخبز بشكل عادل وكاف، يجبر الملايين من السوريين على الجوع.
وأضافت سارة كيالي الباحثة في المنظمة الحقوقية، اليوم الاثنين: “يقول المسؤولون السوريون إن ضمان حصول الجميع على الخبز الكافي هو أولوية، لكن أفعالهم تظهر عكس ذلك”.
وأشارت كيالي إلى أن الملايين من السوريين يعانون الجوع في سورية، ويرجع ذلك في جزء كبير منه إلى فشل حكومة الأسد في معالجة أزمة الخبز، التي ساعدت على خلقها.
ويبلغ سعر ربطة الخبز المدعوم في مناطق سيطرة نظام الأسد 100 ليرة سورية، إلا أن البعض يشتريها بسعر 700 ليرة من باعة متجولين قرب الأفران، لتفادي الوقوف على الطوابير.
وتعيش مناطق سيطرة النظام أزمة غير مسبوقة على الأفران لعدم توفر الطحين، حيث تتذرع حكومة النظام بالعقوبات الأمريكية والأوروبية كمتسبب وحيد للأزمات المعيشية في سورية.
في المقابل ربط محللون اقتصاديون، في الأشهر الماضية أزمة الخبز بإقدام روسيا على إيقاف توريدات القمح إلى حكومة الأسد.
وأوضح سكان يعيشون في مناطق سيطرة النظام لـ”رايتس ووتش” أنهم يعانون من نقص حاد في الغذاء، وأضافوا أنهم خفضوا عدد وجباتهم، وأصبح الآباء جائعين لإطعام أطفالهم.
وقال رجل من الزبداني بريف دمشق إن أسرته المكونة من أربعة أفراد توقفت عن تناول الجبن واللحوم في وقت سابق من عام 2020 واعتمدت على الخبز في معظم نظامها الغذائي.
وتابعت المنظمة الحقوقية: “لكن مع زيادة الأسعار والقيود الحكومية، فقد اكتفى هو وزوجته بوجبة صغيرة واحدة في اليوم ليحصلوا على ما يكفي من الخبز لأطفالهم”.
وأضاف الرجل: “نقسم الخبز إلى قطع صغيرة ونغمسه في الشاي لجعله يبدو أكبر، ولأن الجودة سيئة للغاية”.
وحتى اليوم تغيب أي تعليقات واضحة من جانب حكومة الأسد حول الأسباب التي تقف وراء استمرار أزمة الخبز في سورية.
واعتباراً من فبراير / شباط الماضي كان ما لا يقل عن 12.4 مليون سوري، من بين عدد السكان المقدر بحوالي 16 مليوناً، يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، بـ”زيادة مقلقة” قدرها 3.1 مليون في عام واحد.
وتقدر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي أن 46 % من الأسر السورية قللت من حصصها الغذائية اليومية، بينما خفّض 38 % من البالغين استهلاكهم لضمان حصول الأطفال على ما يكفي من الطعام.