أحيا نظام الأسد الذكرى الخامسة والسبعين لجلاء القوات الفرنسية من سورية باحتفال مع مسؤولين وضباط روس في قاعدة حميميم بريف اللاذقية.
وأثار إحياء الأسد لهذه الذكرى في القاعدة الروسية سخرية وجدلاً بين السوريين، كونها تعتبر ترسيخاً لاحتلال أجنبي في سورية في ذكرى جلاء محتل سابق.
ونشرت وكالة “سانا” تسجيلاً مصوراً للحفل الموسيقي، واعتبرته “لفتة غنية بالمعاني والدلالات، لاسيما أن القيادة الروسية حرصت على تنظيمه في حميميم لتأكيد عمق العلاقات الثنائية ومتانتها”.
وحضر الحفل قائد القوات الروسية العاملة في سورية، برفقة مسؤولين في نظام الأسد، منهم وزير الدفاع، العماد علي أيوب والوزير منصور عزام ومحافظ اللاذقية، اللواء إبراهيم خضر السالم واللواء، رياض عباس.
وأضافت الوكالة أن الاحتفال تخلله عروض فنية وفقرات غنائية قدمتها فرق فنية روسية و”نخبة من الفنانين الروس”، الذين جاؤوا من موسكو في الأيام الماضية.
ورفعت في قاعة الحفل صورة رئيس النظام السوري، بشار الأسد وصور أخرى كبيرة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
سوريون يتفاعلون
وتفاعل ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي على ما سبق، واعتبروا أن إحياء هذه الذكرى في القاعدة الروسية الأكبر في سورية يعتبر شرعنة للاحتلال في ذكرى استقلال البلاد.
الناشط السوري المعارض، عبد الرزاق صبح كتب عبر “تويتر”: “يحتفل المحتلّ الروسي بخروج المحتل الفرنسي، في ذكرى ما يسمى عيد الجلاء، حيث شارك المندوب السامي الروسي مع ضباط روس في هذه الذكرى العظيمة”.
#سوريا…#عندما_يحتفل_المحتلّ_بخروج_محتل
يحتفل المحتلّ الروسي بخروج المحتل الفرنسي، في ذكرى ما يسمى عيد الجلاء، حيث شارك المندوب السامي الروسي مع ضباط روس في هذه الذكرى العظيمة.
الصور من قاعدة حميميم pic.twitter.com/M5bAAyztfw— abdalrazak-sbeh (@Razak0000) April 16, 2021
وقال السوري المعارض، أنس العلي عبر “فيس بوك”: “إنها سوريا المستباحة.. في قاعدة حميميم برعاية روسية يتم الاحتفال بذكرى الاستقلال..!”.
وكانت روسيا قد أعلنت في أيلول/سبتمبر 2015 عن تدخلها عسكرياً في سورية لدعم نظام الأسد في مواجهة العمليات العسكرية الواسعة التي أطلقتها فصائل “الجيش الحر”.
ومنذ تلك الفترة اتخذت موسكو من قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية مقراً لقواتها ومنطلقاً لطائراتها لقصف مناطق المعارضة، ما أدى إلى مقتل الآلاف من السوريين.
ومع تقادم السنين لم تتوقف روسيا على فرض هيمنتها العسكرية في سورية، بل اتجهت في السنوات الماضية للاستحواذ على قطاعات اقتصادية وحيوية، بموجب عقود وقعتها مع حكومة الأسد، وبلغت المدة الزمنية للبعض منها أكثر من 50 عاماً.
ويصف نظام الأسد الروس بـ”الأصدقاء”، ويعتبرهم شركاء في الحرب ضد من يصفهم بـ”الإرهابيين”.
“القوات الأجنبية تصول وتجول”
وإلى جانب المفارقة المتعلقة بإحياء ذكرى استقلال سورية في قاعدة روسية، تأتي الذكرى الخامسة والسبعين في ظل وجود عدد من الدول التي تصول قواتها وتجول في مناطق عدة على الأراضي السورية، من بينها فرنسا.
ومنذ سنوات يحرم نظام الأسد من دخول مناطق شمال وشرق سورية، والتي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المدعومة من قوات التحالف الدولي، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أخرى كبريطانيا وفرنسا.
كما يحرم من دخول منطقة التنف الوقعة في أقصى الجنوب السوري، والتي تتمركز فيها كبرى القواعد الأمريكية.
أما في الشمال السوري الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة السورية تنتشر قوات تركية تقدر أعدادها بالآلاف، وتتوزع ما بين مناطق ريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب، وهي مناطق “محرمة” على النظام السوري أيضاً.
وفي المناطق التي تخضع لسيطرته تشير تقارير غربية إلى وجود قرابة 18 ألف مقاتل تدعمهم طهران، ويتوزعون بين وحدات من قوات النخبة الإيرانية “الباسيج” و”الحرس الثوري” الإيراني، إضافة إلى قوات من “حزب الله” اللبناني.
ويعتمد نظام الأسد على استغلال المناسبات للتأكيد على ما يصفه بـ “محاربة الإرهاب”، بينما يغفل عن المجازر التي تنفذها قواته وقوات حلفائه بحق المدنيين في سورية، كما يغفل أيضاً عن انتشار القوات الأجنبية في شمال وغرب وجنوب وشرق البلاد.