مصدران: وفد استخباراتي سعودي زار دمشق لـ”إعادة العلاقات قريباً”
تحدثت تقارير صحفية غربية وعربية، خلال الساعات الماضية، عن وصول وفد سعودي إلى العاصمة السورية (دمشق)، وعقده لقاءات مع مسؤولين في نظام الأسد، الأمر الذي لم تؤكده مصادر رسمية في النظام أو السلطات السعودية.
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية، عن مسؤول سعودي اليوم الثلاثاء، قوله إن “رئيس جهاز المخابرات الفريق، خالد الحميدان، زار دمشق والتقى رئيس مكتب الأمن الوطني التابعة لنظام الأسد، علي مملوك”.
ووفق الصحيفة أضاف المسؤول السعودي، الذي لم تذكر اسمه، أن الزيارة “تم التخطيط لها منذ فترة لكن لم يحدث تقدم”، معتبراً أن “الأحداث الإقليمية تغيرت وسهّلت التواصل”.
كما نقلت عن مسؤولين سعوديين قولهم إن “استئناف العلاقات بين الرياض ودمشق، قد يبدأ بعد فترة قصيرة من عيد الفطر المبارك الأسبوع المقبل”.
تقرير الصحيفة البريطانية جاء بعد ساعات من إثارة موالين لنظام الأسد جدلاً، بعد نشرهم أمس الاثنين، معلومات تفيد بزيارة شخصية خليجية رفيعة المستوى إلى دمشق.
وكانت صحيفة “رأي اليوم“، نقلت فيه عن مصادر وصفتها بـ”دبلوماسية رفيعة المستوى”، بأن الحميدان التقى مملوك في دمشق، و”جرى التوصل إلى اتفاق بإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، كخطوة أولى لاستعادة العلاقات في المجالات كافّة بين البلدين”.
وفي ظل التقارير الإعلامية، لم يصدر أي تصريح رسمي من قبل نظام الأسد أو المملكة العربية السعودية، يؤكد أو ينفي زيارة الوفد الاستخباراتي إلى دمشق، حتى إعداد التقرير.
من جهتها نقلت قناة “الحرة” عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، قوله إن “الوزارة على علم بالتقارير التي تحدثت عن محادثات سورية سعودية جارية لإعادة فتح السفارة السعودية في العاصمة السورية”.
وقال المتحدث، الذي لم تذكر القناة اسمه:”نؤمن بأن الاستقرار في سورية والمنطقة بشكل عام، يمكن تحقيقه فقط من خلال عملية سياسية تمثل إرادة كل السوريين، ونحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والأمم المتحدة لضمان بقاء حل سياسي دائم في متناول اليد”.
وليست المرة الأولى التي تتحدث فيها تقارير إعلامية عن لقاءات بين البلدين، إذ كانت صحيفة “الوطن” المقربة من نظام الأسد، قالت مطلع العام الماضي، إن “لقاء وديا” سورياً- سعودياً عقد في نيويورك، بين مندوب نظام الأسد لدى الأمم المتحدة حينها، بشار الجعفري، ونظيره السعودي عبد الله المعلمي، ووزير الدولة السعودي فهد بن عبد الله المبارك.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاء كان على هامش حفل خاص أقيم تحضيراً لرئاسة الرياض لاجتماع مجموعة العشرين، واتفق الطرفان أن “ما جرى بين البلدين يجب أن يمر”.
وشهدت العلاقات بين السعودية والنظام توتراً منذ 2011، عندما قطعت الرياض علاقاتها بدمشق، وأمرت بسحب سفيرها منذ آب/ أغسطس 2011 حتى اليوم.
و دعمت السعودية فصائل عسكرية في المعارضة السورية، كما احتضنت ثلاثة مؤتمرات للمعارضة السورية، تحت اسم “الرياض”، في 2015 و2017، وأسهمت في تشكيل “هيئة التفاوض العليا”.
ويأتي التحرك السعودي بعد حراك روسي في المنطقة العربية من أجل إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، الأمر الذي ربطه وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، بالحل السياسي.
وقال فرحان في مقابلة مع قناة “CNN”، الشهر الماضي، إن “الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في سورية، ونحن بحاجة إلى استقرارها، وهذا يتطلب تضافر الجهود بين المعارضة والحكومة، ويتطلب حلاً وسطاً حتى نتمكن من المضي قدماً في عملية سياسية”.