حملة تطعيم نحو مليوني طائر في الشمال السوري ضد “نيوكاسل”
بالتعاون بين "إحسان للإغاثة والتنمية" ومنظمة الزراعة الدولية
بالتعاون بين منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية” ومنظمة الزراعة والأغذية العالمية (FAO)، تم تنفيذ حملة تطعيم شاملة ضد وباء “نيوكاسل”، شملت طيور الدجاج المنزلي في مناطق شمال غربي سورية، حيث تربية الدواجن تعتبر مصدر غذاء ورزق لكثيرٍ من السكان.
النازحون أبرز المستفيدين
المشروع استهدف أكثر من مليوني طائر في المنطقة، بعد تقارير أفادت بنفوق مئات الدواجن (دجاج- ديك رومي- إوز- بط)، نتيجة إصابتها بمرض “نيوكاسل”، وهو مرض فيروسي سريع الانتشار يُلحق أضراراَ اقتصادية جسيمة بقطاع الدواجن، وفق ما أوضح مدير مشروع التلقيح، مصطفى عبد المجيد.
وأضاف عبد المجيد في حديثه لـ”السورية نت”، أن حملة التطعيم بدأت في يناير/ كانون الثاني وانتهت في مارس/ آذار الماضيين، واستهدفت جميع طيور الدجاج المنزلي لدى الأسر الريفية في كافة القرى التي كان بالإمكان الوصول إليها ضمن مناطق شمال غربي سورية.
واستفادت من مشروع التلقيح 544 قرية في شمال غرب سورية، حيث بلغ عدد الأسر المستفيدة (48,673)، بإجمالي أفراد (303,462 شخصاً)، وكانت نسبة الأسر النازحة بينهم 36٪، في حين بلغت نسبة الأسر المستفيدة التي تعيلها نساء 18.5٪.
مدير فريق التلقيح، الطبيب البيطري عبد اللطيف دناور، قال لـ”السورية نت”، إن مشروع تحصين الدواجن البلدية ضد مرض “نيوكاسل” سعى إلى تغطية كافة مناطق شمال غربي سورية، لضمان عدم انتشار المرض بين الدواجن، حيث تم تحصين 2,148,919 طيراً.
وأضاف دناور أن التطعيم تم بلقاح مائي عبر قطرة في العين، نفذه فريق فني بيطري مختص ومدرب، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، مشيراً إلى أن المهام توزعت على ثلاثة فرق فنية، يتبع كل فريق لمكتب من مكاتب منظمة “إحسان للإغاثة والتنميية” أحد برامج “المنتدى السوري”.
دعم صغار مربي الدجاج
ترافقت حملة تطعيم طيور الدجاج في القرى المستهدفة شمال غربي سورية مع حملات توعية للمستفيدين، قامت بها الفرق الفنية في “إحسان للإغاثة والتنمية”، إذ تم خلال حملات التوعية تلك تقديم معلومات للأسر المستفيدة حول مرض “نيوكاسل” وخطورته، كما تم خلالها توزيع كتيبات وبروشورات للمستفيدين حول أهمية التطعيم ضد هذا المرض، بحسب ما أوضح مدير المشروع، الطبيب البيطري مصطفى عبد المجيد.
وأضاف عبد المجيد أن “معظم سكان الريف في شمال غرب سورية يعتمدون على تربية الدواجن للاستفادة من لحومها وبيضها بدلاً من شرائها من السوق المحلي، بسبب ارتفاع أسعارها في الأسواق”، مشيراً إلى أن منتجات الدواجن “تسهم في توفير الأمن الغذائي للسكان، كما تساعدهم في تغطية نفقاتهم المعيشية كونهم يبيعون جزءاً من دواجنهم والبيض الذي تنتجه”.
بدوره، قال قائد فريق التلقيح، عبد اللطيف دناور، إن الهدف من المشروع هو دعم صغار مربي الدجاج البلدي، عبر تطعيم ما يملكونه من طيور ضد مرض “نيوكاسل”، إلى جانب تثقيفهم بالمعلومات اللازمة حول خطورة هذا المرض عبر إصدار نشرة تعليمية مصورة، تشرح معلومات عامة عن المرض من حيث قابلية الإصابة والأعراض والإجراءات الوقائية.
وأضاف دناور في حديثه لـ”السورية نت” أنه تم تدريب رجل وامرأة في كل قرية على طريقة إعطاء اللقاح، من أجل “زيادة التواصل الفعال مع المجتمع المحلي”.
ما هو وباء “نيوكاسل”؟
وفقاً للمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE)، فإن مرض “نيوكاسل” هو مرض فيروسي شديد العدوى ومنتشر في جميع أنحاء العالم، ويصيب الطيور بما في ذلك الدواجن المنزلية، ويسبب أضراراً اقتصادية جسيمة في قطاع الدواجن.
ينتقل الفيروس المسبب للمرض عن طريق الجهاز التنفسي والهضمي من طائر لآخر أفقياً، وينتشرغالباً عن طريق الاتصال المباشر بالطيور المريضة أو الحاملة للفيروس، وقد تفرز الطيور المصابة الفيروس في فضلاتها، ما يؤدي إلى تلويث البيئة.
ويمكن أن يحدث انتقال الفيروس بعد ذلك عن طريق الاتصال المباشر مع فضلات الطيور المريضة وإفرازات أجهزتها التنفسية، أو عن طريق الطعام والماء والمعدات والملابس البشرية الملوثة. لذلك توصي المنظمة العالمية لصحة الحيوان بتطعيم الطيور للسيطرة على هذا المرض.