تشهد بلدة أم باطنة بريف محافظة القنيطرة حركة نزوح لعدة عائلات، في ظل مخاوف من عملية اقتحام قد تقدم عليها قوات الأسد في الساعات المقبلة.
وتقع أم باطنة في مثلث تلاقي ريف دمشق مع القنيطرة ومحافظة درعا.
وقالت مصادر إعلامية من ريف القنيطرة لـ”السورية.نت”، اليوم الجمعة إن نزوح العائلات بدأت منذ ظهر أمس الخميس، بعد تهديدات وصلت إلى أعضاء “اللجنة المركزية” من قبل فرع الأمن العسكري (فرع سعسع).
وجاء في التهديدات أن عملية الاقتحام ستتم في حال لم يتم تسليم أشخاص مطلوبين يتهمهم نظام الأسد بـأنهم “إرهابيين” ومسؤولين عن استهداف نقاط وحواجز عسكرية له في المنطقة.
وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها: “لم يتضح المشهد كاملاً، لكن مخاوف الاقتحام ما تزال قائمة حتى اللحظة. فرع سعسع يصر على ترحيل عشرة أشخاص متهمين باستهداف حواجز قوات الأسد إلى الشمال السوري أو تسليمهم”.
وكانت الأيام الماضية قد شهدت مفاوضات بين هذا الفرع وأعضاء من اللجنة المركزية للبلدة، بحضور وفد روسي.
لكنها لم تفض إلى أي نتيجة، خاصة مع تأكيد فرع الأمن العسكري على مطالبه بترحيل الأشخاص العشرة إلى الشمال السوري.
وشهدت القرية “أم باطنة” في مطلع الشهر الحالي توتراً أمنياً، وقصف بقذائف الهاون من قِبل قوات الأسد المتمركزة في تل الشعار.
وجاء ذلك بعد استهداف مسلحين “مجهولين” لنقطة عسكرية بالقرب من تل الشعار، الأمر الذي دفع قوات الأسد لاستقدام تعزيزات وفرض حصار على مداخل ومخارج “أم باطنة”.
ويشابه ما سبق السيناريو الذي اتبعته قوات الأسد في محافظة درعا، منذ دخولها في اتفاق “التسوية”، أواخر عام 2018.
ويتلخص السيناريو بالتهديد العسكري بالاقتحام، وصولاً إلى فرض اتفاق يقضي بتسليم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وترحيل الأشخاص المسلحين إلى الشمال السوري، أو إجبارهم على إجراء “التسوية”.
ورغم استعادة قوات الأسد السيطرة على محافظتي درعا والقنيطرة عام 2018، تُسجل دورياً هجمات تشنّها مجموعات مسلحة ضد مواقع عسكرية في الجنوب السوري.
وتأتي الهجمات في الوقت الذي تحذر فيه إسرائيل “حزب الله” اللبناني وإيران من الانتشار في المناطق المحاذية لسيطرتها.