في محاولة لتخفيف الاحتقان..١٣ وزيراً بحكومة الأسد يزورون السويداء
بدأ رئيس حكومة الأسد، حسين عرنوس، زيارة إلى محافظة السويداء جنوب سورية، برفقة 13 وزيراً قبل يومين من بدء “الانتخابات الرئاسية”.
وحسب وكالة “سانا” فإن عرنوس وصل اليوم الأحد، إلى المحافظة على رأس وفد حكومي يضم 13 وزيراً هم “وزراء الإدارة المحلية والبيئة والأشغال العامة والإسكان والداخلية والصحة والتعليم العالي”.
كما يضم الوفد وزراء “البحث العلمي والسياحة والاتصالات والتقانة والاقتصاد والمالية والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء”.
وتأتي الزيارة في محاولة لتخفيف التوتر في المحافظة، قبل يومين من بدء “الانتخابات الرئاسية” التي ينوي النظام إجراؤها، الأربعاء المقبل.
وكانت السويداء شهدت خلال الأسابيع الماضية، تحركات احتجاجية، من خلال مظاهرات نادت بتحسين الوضع الاقتصادي وهتفت بعضها ضد نظام الأسد.
ورافق ذلك حملة من قبل ناشطين ضد الانتخابات، عبر إطلاق شعارات في المدينة “لا تترشح يا مشرشح”، تزامناً مع تلطيخ صور بشار الأسد في المحافظة بالدم.
وتعليقاً على زيارة الوفد، قال الصحفي السوري حافظ قرقوط، لـ”السورية. نت”، إن “الزيارة تأتي تسويقاً للانتخابات الرئاسية، خاصة بعد التحركات في المحافظة خلال الأسابيع الماضية”.
وأضاف قرقوط أن المحافظة تشهد أزمة اقتصادية خانقة، رغم وعود نظام الأسد بحلها، لكن الوعود كانت ذلك عبر تجنيد شباب المحافظة، برعاية روسية، في صفوف الميليشيات التابعة له.
واشار قرقوط إلى أنه خلال الأسابيع الماضية، شهدت المحافظة تحركات أزعجت النظام، أولها كان إطلاق شعارات “بدنا نعيش”، و”لا تترشح يا مشرشح”، تزامناً مع اعتصامات ومظاهرات، وصولاً إلى تلطيخ صور الأسد بالدم، إضافة إلى بيان مثقفي المحافظة.
وكان عدد من مثقفي المحافظة أصدروا، الأسبوع الماضي، بياناً أكدوا فيه رفضهم القاطع لما أسموه “المهزلة المسماة انتخابات رئاسية التي يجري العمل عليها بسورية، ويراد منها تسويق بشار الأسد ونظامه الذي ارتكب على مدى سنوات جرائم حرب بحق الشعب السوري، واستقدم عدة احتلالات للبلاد لتثبيت كرسي حكمه على أكوام الجماجم والدمار”.
واعتبر البيان أن “ما يجري بمحافظة السويداء من مظاهر احتفالية غير لائقة بتاريخ المحافظة وتضحياتها وكرامة أبنائها لأجل دعم بشار الأسد، لا تعبر عن حقيقة المحافظة التي شرد نظام الأسد أبناءها في أنحاء المعمورة وأفقر أسرها واعتدى على كرامات حرائرها وأحرارها”.
وبينما تتركز الهتافات ضمن الاحتجاجات في السويداء على الواقع المعيشي المتردي، تنسحب في أوقاتٍ إلى المطالبة بإسقاط الأسد، وخروج روسيا وإيران بشكل كامل من الأراضي السورية.
مداهمة مكاتب “لواء القدس”
وتزامنت زيارة وفد حكومة الأسد مع مداهمة مجموعة من الفصائل المحلية مكاتب تابعة لـ”لواء القدس” المدعوم من إيران، بعد تجنيدها لشباب المحافظة وإرسالهم إلى البادية للقتال.
ونقلت شبكة “السويداء 24” عن مصادر، أن مجموعة من الفصائل داهمت مكتب “لجنة الإغاثة للاجئين الفلسطينيين” في بلدة عتيل شمال السويداء.
وأشارت الشبكة إلى أن المكتب جند، عبر أشخاص تابعين لـ”لواء القدس”، شباب من المحافظة براتب بين 150 و200 ألف ليرة سورية، مقابل القتال في باديتي حمص ودير الزور.
لكن الشباب تعرضوا إلى عملية نصب واحتيال، إذ تم فرزهم إلى نقاط تثبيت في السخنة بريف حمص، حيث تنشط خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية”، وبعد 41 يوماً تم تسليم كل شخص 40 ألف ليرة سورية فقط، حسب الشبكة.
من جهته قال الشيخ سليمان عبد الباقي، أحد المداهمين لمكاتب التجنيد، إن قائد لواء القدس، محمد السعيد يجند شباب للوقوف على الحواجز في تدمر والسخنة وحلب وغيرها من المناطق براتب 100 إلى 150 ألف ليرة، وتركهم دون أكل وشرب.
وأكد عبد الباقي مداهمة المكاتب وإغلاقها، مشدداً على رفض تجنيد أي شاب أو المتاجرة في دم شباب المحافظة واستغلالهم لمعاناة الناس.