وفود سياسية وعسكرية أمريكية إلى شرق سورية.. ما وراءها؟
تشهد مناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سورية، منذ أيام، زيارات لوفود سياسية وعسكرية أمريكية، وسط تساؤلات حول أهداف هذه الزيارات في هذا التوقيت.
الزيارة الأولى كانت، الثلاثاء الماضي، للفريق الأمريكي الخاص بسورية، وضم مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوي هود، ومديرة مجلس الأمن القومي لسورية والعراق في البيت الأبيض، زهرة بيل.
والتقى الوفد مع القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، وبحث معه سبل مواجهة خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية وتعزيز وجود قوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، حسب عبدي.
أما الزيارة الثانية كانت لقائد القوات الأمريكية المركزية “سينتكوم” الجنرال، كينيث ماكينزي، الذي التقى مظلوم عبدي، أمس السبت.
وقال عبدي، عبر حسابه في “تويتر”، إنه ناقش مع ماكنزي التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة، مشيراً إلى الحديث حول “رسائل عن استمرار تواجد قوات التحالف الدولي، والتعاون المشترك لمحاربة داعش وجهود حماية وتحقيق الاستقرار فيها”.
من جهته ركزت تصريحات ماكنزي على إعادة 100 عائلة من “مخيم الهول” إلى العراق، وقال إن “إعادة 100 عائلة عراقية من مخيم الهول، سيكون المفتاح لخفض عدد السكان في مخيم الهول، وفي مخيمات أخرى في جميع أنحاء المنطقة”.
كما تحدث ماكنزي، لوكالة أسوشيتد برس“، عن الاستفزازات الروسية في المنطقة والتي أعقبها نشر مركبات “برادلي” القتالية المدرعة الأمريكية في المنطقة.
وأضاف ماكنزي أن “نشر المدرعات أرسل رسالة مفادها، هذا ليس الوقت المناسب للعبث مع الأميركيين في المنطقة”.
وتعليقا على زيارة الوفد الأمريكي، قال علي تمي عضو القيادة في تيار “المستقبل الكردي” في سورية، إن الجنرال الأمريكي طالب قيادة “قسد” بشكل مباشر بعدة مطالب.
وأضاف تمي أن المطالب هي “ضرورة إشراك جميع المكونات في الإدارة الذاتية، وإعطاء دور أكبر للعشائر العربية في إدارة شؤون المنطقة، وضرورة الاتفاق مع المجلس الوطني الكردي حتى يستمر الدعم الأميركي لقسد، وإعادة قوات البشمركة روجافا إلى سورية، ومحاولة تشكيل مجلس عسكري مشترك بين المكونات العسكرية في شرق الفرات بقيادة قسد”.
وأشار تمي إلى أن معلومات وصلت لهم تفيد بأن “الجنرال الأميركي أكد لقيادة قسد، بأن لا عملية عسكرية تركية في وقت قريب، إضافة إلى وجود تفاهمات مع الروس في المنطقة والتي لن تسمح للنظام بزعزعة الأمن والاستقرار في شرق الفرات، إذا التزمت قسد بتعهداتها مع واشنطن والتحالف الدولي “.
ووصف تمي الزيارة بأنه “مهمة”، لأنها “وضعت النقاط على الحروف”، معتبراً أن “الأهالي في شرق الفرات ينتظرون على صفيح ساخن التزام قسد بتعهداتها مع واشنطن، وهي إخراج كوادر حزب العمال الكردستاني من سورية، والاتفاق مع المجلس الوطني الكردي، وتحسين الوضع المعيشي في المنطقة”.
ويأتي ذلك في ظل دعوات للاعتراف بـ”الإدارة الذاتية”، إذ تضغط لجنة أمريكية لـ”الحرية الدينية” على الحكومة الأمريكية من أجل منح اعتراف “رسمي” بـ”الإدارة الذاتية”.
وكان القائد العام لـ “قسد”، مظلوم عبدي، وجه طلباً للإدارة الأمريكية الجديدة بدعم “الإدارة الذاتية” والاعتراف “بحقوق الكرد” في المنطقة.
وقال عبدي لإذاعة “صوت أمريكا”، في شباط/ فبراير الماضي: “لذلك نحن نرى أننا سنتمكن من القضاء على تهديدات داعش إن تم الاعتراف بالإدارة المدنية هنا”.