ثلاث نقاط في مقابلة الجولاني مع صحفي أمريكي
نشر موقع “فرونت لاين” الأمريكي، فيلماً وثائقياً، اليوم الأربعاء، عن “هيئة تحرير الشام” وزعيمها أبو محمد الجولاني، للصحفي الأمريكي، مارتن سميث، الذي زار إدلب منذ أسابيع.
وحمل الفيلم اسم “الجهادي”، نسبة إلى الجولاني، تناول فيه مراحل حياته وسفره إلى العراق والتحاقه بتنظيم “القاعدة” ثم تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”، وصولاً إلى الشكل الحالي وهو “هيئة تحرير الشام” التي تسيطر على إدلب وريف حلب الغربي.
اللقاء هو الأول من نوعه الذي يجريه الجولاني مع صحفي أمريكي، وتحدث فيه عن نشأته وحياته “الجهادية”، في حين برزت ثلاثة نقاط في مقابلة الجولاني.
رسائل لأمريكا
النقطة الأولى التي تمحورت حول الرسائل التي وجهها الجولاني للولايات المتحدة الأمريكية التي تصنف “هيئة تحرير الشام” على أنها “إرهابية” باعتبارها امتداداً لـ”جبهة النصرة”، إضافة إلى رصد مبلغ عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن زعيمها.
وقال الجولاني خلال المقابلة إن “رسالتنا لهم (لأمريكا) موجزة، نحن هنا لا نشكل عليكم أي تهديد، لذلك لا داعي لتصنيف الناس على أنهم إرهابيون وتعلن مكافآت لقتلهم، وأيضاً كل ذلك لا يؤثر سلباً على الثورة السورية. هذه هي الرسالة الأكثر أهمية”.
وتحدث الجولاني عن قاسم مشترك مع واشنطن، وهو وضع حد للأزمة الإنسانية ومعاناة السوريين، إضافة إلى وضع حد لحركة النزوح نحو تركيا وأوروبا، مضيفاً “هذه هي القضية التي يمكننا أن نتعاون بشأنها أكثر من غيرها”.
ووصف الجولاني تصنيفه على قوائم الإرهاب، بـ”غير عادل”، معتبراً أن ذلك “تسمية سياسية لا تحمل أي حقيقة أو صدقية”، مشيراً إلى أنه خلال السنوات الماضية لم يشكل أي تهديد اقتصادي أو أمني للمجتمع الغربي أو الأوروبي.
ودعا الجولاني الدول إلى مراجعة سياساتها، قائلاً إن الهيئة “ضد قتل الأبرياء، حتى لو كنا نحن المظلومين وندافع عن حقوقنا”.
وحول استخدام “تحرير الشام” لـ “الاستشهاديين” في المعارك، اعتبر الجولاني أنها “وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، لو كانت لدينا طائرات، لكنا استخدمنا الطائرات، لو كانت لدينا مدفعية لتحل محل الاستشهاد، لكنا أنقذنا هؤلاء الإخوة واستعملنا تلك الأسلحة”.
“نموذج ذاتي”
النقطة الثانية في حديث الجولاني، تمحورت حول الحكومة في محافظة إدلب، المتمثلة بـ”الإنقاذ”، وقدرتها على إدارة شؤون بلد بكامله حسب قوله.
واعتبر أنه في إدلب يوجد “نموذج تأكيد ذاتي قادر على إدارة شؤون بلد بكامله في ظل حكم إسلامي”.
وأشار إلى أنه يوجد أكثر من 450 إلى 500 ألف طالب مسجلين في المدارس، إلى جانب وجود مستشفيات ومحاولات إنشاء نظام اقتصادي وآخر قضائي.
وكان الجولاني قال خلال لقائه مع عدد من شيوخ العشائر في إدلب الشهر الماضي، إن “المرحلة الحالية هي مرحلة إعداد وبناء مؤسسات واستعداد لحرب كبيرة، وفي نفس الوقت نبني مؤسسات، وكل مؤسسة نبنيها في المحرر نتقدم خطوة باتجاه دمشق”.
واعتبر أن “النظام في انهيار، ونحن في إعمار وبناء مؤسسات، وربما النظام ينهار بأي وقت، إذ أن وضعه الاقتصادي مزري، ووضعه السياسي في الحضيض، والوضع الاجتماعي سيء”.
الصراع مع “داعش”
وتحدث الجولاني في المقابلة عن علاقة تنظيم “القاعدة” و”الدولة الإسلامية” قبل الانشقاق، وتحول التحالف إلى صراع بسبب خلافات على طبيعة المعركة، حسب قوله.
وقال “كانوا يحاولون التحول نحو توسيع الحرب الطائفية، واختلفنا على ذلك، وعندما رأى البغدادي أننا نعارض هذه السياسات، حاول تغيير تركيبة القيادة التي كانت من حولي في تلك الفترة، فقمنا بالرد عليه، ثم رفضناه وطلبنا الانشقاق عن الدولة الإسلامية”.
واعتبر أن “أحد الأسباب الأساسية للانفصال عن الدولة الإسلامية هو انحراف البغدادي عن القواعد والمعايير”.
كما تحدث أن انفصاله عن تنظيم “القاعدة” كان بمبادرة فردية وشخصية دون ضغط من أحد، من أجل ما أسماه “مصلحة الثورة والشعب السوري”.
وتنتشر “تحرير الشام” في عموم محافظة إدلب، وتعتبر الجهة العسكرية الأكثر نفوذاً على الأرض هناك، بعد تمكنها في السنوات السابقة، من تفكيك الفصائل التابعة للجيش السوري الحر، وحركتي ”أحرار الشام” و”نور الدين الزنكي”.
ومنذ أشهر تحاول “تحرير الشام” أن تظهر كقوة تحارب “التطرف”.
وأرسلت رسائل عبر وسائل إعلام، بأنها تنحو اتجاه “الاعتدال”، بعد تغيير منهجها القديم الموالي لتنظيم “القاعدة”.