أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أنه سيلتقي بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي ستنعقد في 14 يونيو/ حزيران الجاري، في بروكسل.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي عقده، أمس الخميس، في باريس إنه سيناقش قضايا عدة مع الرئيس التركي، أبرزها الملف السوري والليبي، متحدثاً عن وجود خلاف بوجهات النظر مع تركيا.
وأضاف: “لدينا خلافات عميقة، نعرف ذلك، لكنني أعتقد أنه من الضروري إجراء حوار. نحن بحاجة إلى التحدث حتى عندما تكون هناك خلافات”.
وتابع: “عشية قمة الناتو على الفور، سألتقي بالرئيس التركي. هذه فرصة جيدة لتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا (…) أريد التحدث عن الوضع في سورية وليبيا وناغورو كارارباخ والعلاقات بين أرمينيا وأذربيجان”.
ولم يعلن الجانب التركي حتى اللحظة عن اللقاء الذي سيجمع أردوغان وماكرون بعد أيام قليلة.
خلافات عميقة بين البلدين.. ما أسبابها؟
وشهدت العلاقات التركية- الفرنسية خلافات حادة خلال الأشهر الماضية، طالت ملفات وقضايا إقليمية عدة، أبرزها شرق البحر المتوسط، حين دعمت فرنسا اليونان ضد التحركات التركية شرق المتوسط، للتنقيب عن المحروقات في منطقة متنازع عليها بين البلدين.
كما تصاعد الخلاف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إثر تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال إن “الإسلام يعيش في أزمة”، وتأييده لنشر الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليرد عليه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بوصفه بأنه “مريض عقلياً” وبحاجة إلى اختبار عقلي.
وسحبت فرنسا إثر ذلك سفيرها من أنقرة “للتشاور”، قبل أن تعيده بعد أيام، في وقت كانت هدأت فيه قليلاً حدة التراشق بالتصريحات بين مسؤولي البلدين.
إلى جانب ذلك، يوجد تباعد بوجهات النظر بين تركيا وفرنسا في الملف الليبي، حيث تتهم باريس أنقرة بخرق الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على توريد الأسلحة لليبيا، وكذلك نقل المسلحين إلى هناك، الأمر الذي تنفيه تركيا.
يُشار إلى أن قمة ماكرون- أردوغان تأتي قبيل يومين من القمة المنتظرة التي ستجمع الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في جنيف يوم 16 يونيو/ حزيران الجاري.
ومن المقرر أن تناقش القمة الملف السوري، بحسب تصريحات مسؤولي البلدين، إذ قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، في تصريح صحفي، أول أمس الأربعاء، إن سورية ستكون على جدول الأعمال، وإن الرئيس بايدن سيبحث القضايا المتعلقة بسورية، خلال القمة مع بوتين.
وأضاف أن بايدن سيناقش مع بوتين قضية وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين، مشيراً إلى أن “موقفنا من قضية وصول المساعدات الإنسانية واضح جداً”.