عشرات المنظمات الإنسانية السورية: كارثة لملايين السكان إذا توقفت المساعدات الأممية
عقدت مجموعة من منظمات المجتمع المدني السوري، مؤتمراً صحفياً في ريف إدلب الشمالي، اليوم الأربعاء، حذرت فيه من كارثة إنسانية سيتضرر منها ملايين السكان في شمال غرب سورية، إذا لم يُجدد مجلس الأمن الدولي الشهر المقبل، قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
المؤتمر الذي انعقد على اتستراد باب الهوى قرب مدينة معرة مصرين، تضمن إلقاء بيان صحفي صادر باسم 75 منظمة سورية، حذرت فيه من تداعيات وآثار فشل تمديد التفويض الأممي الخاص بالمساعدات، في حال استخدمت روسيا حق النقض “فيتو” خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الشهر المقبل.
وجاء في البيان، الذي حصلت “السورية نت” على نسخة منه، أنه “سيكون للفشل في تجديد القرار أثر كارثي على الوضع الإنساني. لن تستمر حملة اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد في شمال غرب سورية، كما ستتوقف السلال الغذائية عن الوصول إلى 1.4 مليون شخص شهرياً، فضلاً عن تعطل وصول المياه وخدمات الإصحاح والصرف الصحي”.
وأضاف: “سيكون لمثل هذا الأمر تداعيات خطيرة على السكان، تشمل زيادة معدلات الأمراض وتفاقم المعاناة الإنسانية بشكل مأساوي، وذلك أمٌر لا مفر منه في منطقة يعاني فيها واحد من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية وتظهر عليه علامات التقزم”.
واعتبرت المنظمات في بيانها أن الوضع الحالي في إدلب لا يزال ينذر بضرورة استمرار المساعدات الأممية، إذ يعتمد 75% من أصل 4.2 مليون شخص يعيشون شمال غربي سورية على المساعدات الإنسانية التي تأتي عبر الحدود، بينهم مليون طفل و2.4 مليون نازح ومهجر داخلي.
وأضافت أنه منذ منذ نيسان/أبريل 2014، تم تسليم 47.377 شاحنة مساعدات من قبل خمس وكالات تابعة للأمم المتحدة بموجب قرار المساعدات العابرة الحدود، في حين شهد عام 2020 وحده تنفيذ 204 مشروع مع صندوق التمويل الإنساني عبر الحدود وصل عدد المستفيدين منها إلى نحو مليونين ونصف المليون إنسان.
وندد البيان بالمقترح الروسي الداعي إلى تسليم المساعدات الأممية إلى مناطق الشمال السوري عبر نظام الأسد، مشيراً إلى أن حكومة النظام منعت 80% من شحنات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من المرور عبر خطوط النزاع، كما حدث في الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي وحلب الشرقية.
وأضاف “تمت إزالة كافة التجهيزات الطبية والأدوية الرئيسية بشكل منهجي من كافة القوافل الإغاثية. في حين لا يزال تأثير إغلاق معبر اليعربية الحدودي في كانون الثاني(يناير) 2020 قائماً، مع آثار وخيمة طالت أكثر من 1.6 مليون محتاج في شمال شرق سورية”.
وختمت المنظمات البيان بالتأكيد على عدم وجود بديل عن آلية المساعدات عبر الحدود من أجل الوصول إلى المحتاجين في شمال غرب سورية، داعية الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى تجديد التزامها بحياد المساعدات الإنسانية وتجديد قرار مجلس الأمن الخاص بالعمليات الإنسانية العابرة للحدود إلى شمال غربي سورية.
وشاركت في الوقفة التي ألقي فيها البيان الصحفي ظهر اليوم، عشرات المنظمات الإنسانية والإغاثية والتنموية في شمال غرب سورية، بينها “إحسان للإغاثة والتنمية” و”البوصلة للتنمية والإبداع”، وهي من برامج “المنتدى السوري”، و”وحدة المجالس المحلية”(لاكو)، و”الدفاع المدني السوري”، و”مؤسسة بناء للتنمية”، و”هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية”، و”هيئة الإغاثة الإنسانية”، و”هيئة الإغاثة السورية”، و”رابطة المرأة السورية”، و”منظمة بنفسج للإغاثة والتنمية”، و”مؤسسة دعم المرأة” وغيرها من المنظمات العاملة في شمال غرب سورية.
ويفترض أن يصوت مجلس الأمن، قبل العاشر من الشهر المقبل، على تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية، وسط تخوف من استخدام روسيا حق النقض (الفيتو).
وكانت روسيا والصين استخدمتا، العام الماضي، حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار ألماني بلجيكي، ينص على تمديد آلية المساعدات الإنسانية عبر معبري باب السلامة وباب الهوى.
لكن بعد مفاوضات، وافقت روسيا على دخول المساعدات عبر نقطة حدودية واحدة فقط هي معبر باب الهوى لمدة عام كامل ينتهي في العاشر من يوليو/ تموز المقبل.