تسير إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن باستراتيجية جديدة مختلفة عن تلك التي اتبعها سلفه دونالد ترامب، وذلك في طريقة التعامل مع الهجمات التي تنفذها الفصائل والميليشيات الإيرانية في سورية والعراق.
وترتكز الاستراتيجية الجديدة، بحسب ما تقول صحيفة “واشنطن بوست” اليوم الجمعة على الرد بالضربات الجوية كبديل عن استخدام القوة العسكرية المفرطة.
وتضيف الصحيفة بحسب ما ترجم موقع “السورية.نت” أن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد الماضي، بشن غارات جوية ضد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسورية “أظهر كيف تخطط الإدارة للتعامل مع الهجمات على القوات والمنشآت الأميركية في المنطقة”.
وقبل أيام كانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت استهداف مواقع لميليشيات إيرانية على جانبي الحدود الواصلة بين سورية والعراق، ما أسفر عن مقتل أكثر من 4 عناصر، معظمهم من “الحشد الشعبي” العراقي.
ونقلت “واشنطن بوست” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “الولايات المتحدة سترد بقوة، حتى لو لم يُقتل أو يُصاب أي عسكري أميركي”.
وأضاف مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحيفة: “تقع على عاتقنا مسؤولية إثبات أن مهاجمة الأميركيين لها عواقب، وهذا سواء تسببت تلك الهجمات في وقوع ضحايا أم لا. إذا هاجمتنا، فسوف نرد”.
وتمثل الرسالة المذكورة التي تم نقلها إلى إيران عبر القنوات الدبلوماسية “تحولاً في السياسة بعد عهد الرئيس السابق دونالد ترامب”، بحسب الصحيفة.
ففي عهد ترامب، الذي كان يأمل في سحب القوات الأميركية من الشرق الأوسط كانت واشنطن قد وضعت خطاً أحمر مختلفاً، ويفيد بأن “قتل الأفراد الأميركيين من شأنه أن يؤدي إلى رد عسكري أميركي”.
ويعتقد كبار المسؤولين في إدارة بايدن أن سياسة ترامب لم تفعل شيئاً يذكر لردع موجة الهجمات الصاروخية “غير المميتة” على المنشآت الأميركية في العراق، والتي زادت بشكل كبير عامي 2019 و2020 بعد انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، وفرض العديد من العقوبات على اقتصاد طهران.
وتثير السياسة الجديدة، المصممة لردع الهجمات الفتاكة وغير المميتة، تساؤلات حول ما الذي سيوقف الضربات المتبادلة من الخروج عن نطاق السيطرة، وكيف تعمل مثل هذه المناوشات على تعزيز هدف إدارة بايدن النهائي المتمثل في سحب القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وفقاً لـ”واشنطن بوست”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله: “سنرد، وفي هذا الرد، نريد أن نتأكد، قدر الإمكان، من أننا نضرب أهدافاً مرتبطة بالهجمات ضدنا”.