انسحاب روسي من جلسة لمجلس الأمن حول سورية يمهّد لـ “فيتو” محتمل

انسحبت روسيا من جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سورية، أمس الثلاثاء، على خلفية تمسكها بموقفها حول المساعدات الأممية العابرة للحدود، بحسب ما ذكر مسؤولون غربيون.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن دبلوماسي روسي، رفض الكشف عن هويته، أن موسكو تمسكت خلال الجلسة بالموقف نفسه الذي كان واضحاً منذ فترة طويلة، والرافض لإيصال المساعدات الإنسانية للشمال السوري بعيداً عن حكومة النظام السوري.

جاء ذلك خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن، مساء أمس، حيث دعت النرويج وإيرلندا، المسؤولتان عن الملف الإنساني في سورية، إلى تمديد آلية المساعدات عبر الحدود عاماً آخر دون موافقة نظام الأسد.

ومن المقرر أن تنعقد جلسة التصويت الحاسمة غداً الخميس، بحسب الوكالة الفرنسية، وسط توقعات باستخدام روسيا حق النقض (الفيتو).

يُشار إلى أن سفيرتا النرويج وإيرلندا لدى الأمم المتحدة قدمتا مشروع قرار يقضي بتمديد آلية دخول المساعدات عبر معبر باب الهوى لمدة عام كامل، إلى جانب فتح معبر اليعربية الحدودي مع العراق، من أجل إيصال المساعدات لمناطق شمال شرقي سورية.

من جانبها، أشارت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، خلال جلسة أمس، إلى أن استخدام روسيا والصين لحق النقض سيكون له “تداعيات واضحة وسيتضور الناس جوعاً”.

وأضافت: “لا يمكننا قبول أقل مما لدينا اليوم” أي “نقطة عبور لمدة 12 شهراً تسمح بايصال المساعدات الى ملايين السوريين”.

ويأتي ذلك وتأتي الجلسة الحالية قبل ثلاثة أيام من انتهاء التفويض لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر الحدود، وسط تصاعد النقاشات والمشاورات بين الدول لتجديده، واعتراض روسي على التمديد.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية، اليوم الأربعاء، عن مبعوث روسيا إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، قوله: “نأمل، كما قلت، أن يتخذ ما يسمى بالغرب الجماعي قراراً بمراجعة وتعديل موقفه بشأن سورية، لصالح عنصر إنساني أكثر في الاتجاه الاجتماعي والاقتصادي”.

وأشار إلى أن بلاده تصر على عدم تمديد الآلية الدولية لإيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سورية، مضيفاً في تصريح للصحفيين على هامش الجولة 16 من محادثات “أستانة”، اليوم، ” نحن بالطبع نصر على طي هذه الآلية وعلى عدم إطالة أمد عملها لأنها تجاوزت فائدتها”.

يتطلب تمديد التفويض موافقة 9 دول على الأقل من أعضاء مجلس الأمن، شريطة ألا يتم استخدام حق النقض (الفيتو) من إحدى الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.