خلال الأسبوعين الماضيين لفتت روسيا الانتباه في سورية بثلاثة تحركات، حيث أعلنت أن منظوماتها الجوية التي يمتلكها نظام الأسد اعترضت قصفاً إسرائيلياً استهدف مواقع عسكرية في كل من ريف حلب وحمص ودمشق.
ما سبق تم تصنيفه ضمن إطار التغيّر “المفاجئ” في سياسة موسكو، والتي كانت تلتزم الصمت في المرحلة السابقة عن أي ضربات إسرائيلية، سواء تلك التي تستهدف القطع العسكرية لنظام الأسد أو مواقع الميليشيات الإيرانية.
في تقرير تحليلي لها اعتبرت مجلة “فوربس” الأمريكية، اليوم السبت أن التحركات الروسية لا تعني بالضرورة أن روسيا تعمل بنشاط لمساعدة نظام الأسد في منع الضربات الإسرائيلية.
ورجحت المجلة أن تكون الإعلانات الروسية بمثابة إشارات من موسكو للحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي خلفت الحكومة التي ترأسها سابقاً بنيامين نتنياهو.
وأضافت “فوربس”: “موسكو تحاول إرسال إشارات الآن بعد وجود حكومتين جديدتين في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، بأنها تريد التفاوض على معايير جديدة وأكثر وضوحاً”.
وحتى الآن لم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي بشأن التغير الذي طرأ على سياسة موسكو في التعامل مع الضربات داخل سورية.
من جهتها قالت مصادر أمنية إسرائيلية أمس الجمعة إنه لا يوجد أي تغيير في آلية التنسيق مع روسيا فيما يتعلق بالهجمات التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف في سورية.
ونقل المراسل العسكري لصحيفة “معاريف” عن مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولها إن القوات الروسية العاملة على الأراضي السورية لم تستخدم منظومة صواريخها المتطورة من طراز “إس-300″ (S-300) لاعتراض صواريخ أطلقتها المقاتلات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة”.
وجاء في تقديرات هذه الأجهزة أن الحرية التي تحظى بها إسرائيل في عملياتها بسورية محفوظة ولم تتغير، بل ستتواصل.
وتشن إسرائيل منذ سنوات ضربات عسكرية في سورية، وتقول إنها تستهدف مواقع عسكرية إيرانية، وتتبع لـ”الحرس الثوري”.
ومنذ وصول الحكومة الإسرائيلية الجديدة “بينت- لابيد” بلغ عدد الضربات الإسرائيلية في سورية 3 خلال فترة لم تتجاوز أسبوع.
واستهدفت أولى الضربات مواقع عسكرية في منطقة السفيرة بريف حلب، وذلك في يوم 19 من يوليو /تموز الحالي.
بينما استهدفت الضربة الثانية مواقع عسكرية قيل إنها تتبع لـ”حزب الله” اللبناني في منطقة القصير بريف حمص، وذلك في 22 من الشهر الحالي.
وفي السادس والعشرين من الشهر الحالي أعلنت روسيا أيضاً أن منظوماتها الجوية اعترضت قصفاً إسرائيلياً على مواقع في منطقة السيدة زينب بريف دمشق.
وقبل أيام نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر روسي مطلع قوله إن موسكو “نفد صبرها” مع إسرائيل في سورية، وتخطط لتغيير سياساتها تجاه الضربات الجوية الإسرائيلية.
وقال المصدر للصحيفة السبت إن روسيا كانت تحسب ردات فعلها في السابق، بسبب التنسيق بينها وبين واشنطن، في الوقت الذي انقطعت فيه الاتصالات مع واشنطن، وبدا أنه بعد الاتصالات الروسية- الأمريكية، حصلت موسكو على تأكيد أن واشنطن لا ترحب بالغارات الإسرائيلية المتواصلة.
وربط المصدر التغيرات في الخطاب الروسي بالمحادثات التي انطلقت في أعقاب القمة الرئاسية التي جمعت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التي عقدت في 16 من يونيو الماضي.