تعاون بين “حلب الحرة” ورابطة “سيما” لرفع سوية الخبرات الطلابية الطبية
“بمستوى عالٍ من الخدمات العلاجية والتدريبية”، أعلنت جامعة “حلب الحرة” عن توقيع مذكرة تعاون مع الرابطة الطبية للمغتربين السوريين (سيما)، بما يضمن لطلاب الكليات الطبية تلقي التدريبات العملية اللازمة لدخول سوق العمل.
المذكرة تم توقعيها بتاريخ 1 أغسطس/ آب الجاري، بحضور رئيس جامعة حلب الحرة عبد العزيز الدغيم، والمدير التنفيذي لرابطة “سيما” أحمد سامر العش، في مركز الجامعة بمدينة اعزاز في ريف حلب.
تمكين طلابي.. والشروع بمشفى جامعي
وأوضح الدغيم في حديثه لموقع “السورية نت” أن المذكرة تنص على تقديم التدريبات العملية لطلاب الكليات الطبية في المنشآت الصحية التي تشرف عليها الرابطة الطبية للمغتربين السوريين.
وأضاف أن “المأمول من المذكرة تمكين طلاب الكليات الطبية من التدريب في المشافي والمراكز الصحية التي تشرف عليها سيما في المناطق المحررة”، ما يجعلهم يكتسبون خبرات عملية أثناء الدراسة.
وتحدث الدغيم عن الاتفاق مع “سيما” على مناصرة أعمال الجامعة في مجال التوسع والبحوث، إلى جانب البدء بمشروع المشفى الجامعي، ودعمه فنياً وتقنياً، بما يعود بالفائدة على الجامعة والمنطقة ككل.
وبحسب الدغيم، تعمل جامعة “حلب الحرة” على وضع آلية من شأنها الاعتراف بالشهادات الصادرة عن المنشآت التعليمية الطبية التابعة للرابطة الطبية للمغتربين السوريين، إلى جانب حصول الطلاب الأوائل في تلك المنشآت على فرص قبول في الكليات والمعاهد التابعة لجامعة “حلب الحرة”.
من جانبه، قال الدكتور أحمد سامر العش، الرئيس التنفيذي لـ “سيما” إن الاتفاقية تتيح التعاون في مجالات عمل مشتركة مع جامعة حلب، بمقدمتها إتاحة المنشآت الصحية التي تديرها “سيما” من مشافي ومراكز رعاية أولية كمراكز تعليمية لطلاب جامعة حلب الحرة”.
وأشار، خلال جلسة توقيع مذكرة التعاون، إلى الاتفاق على “توثيق الشهادات التعليمية الصادرة عن سيما، بوصفها مؤسسة طبية تعليمية عن طريق جامعة حلب الحرة، إضافة لتقديم الدعم الفني والتقني لإنشاء مشفى تعليمي يتبع لجامعة حلب الحرة”.
“حلب الحرة”.. سلسلة من الاتفاقيات
وكانت جامعة حلب الحرة وقعت، أول أمس الأربعاء، مذكرة تفاهم مع منظمة “رحمة بلا حدود” في مدينة اعزاز، تنص على التزام المنظمة بالقيام بحملات تبرعات ومناصرة التعليم العالي والمنح والبرامج الطلابية بين الجاليات في أمريكا، وتنظيم حملات جمع التبرعات والمناصرة لصالح برنامج المنح الطلابية للطلاب السوريين.
وتسعى الجامعة خلال الأشهر الماضية إلى التشبيك مع جهات عدة وتوقيع مذكرات تعاون، من شأنها إحداث نقلة نوعية على صعيد الاعتراف بالشهادات الجامعية الصادرة عنها.
إذ وقعت وزارة التربية والتعليم في “الحكومة السورية المؤقتة” اتفاق تعاون مع جامعة ماردين التركية، مطلع العام الجاري، ينص على تقديم مزايا وتسهيلات تصب في مصلحة الطلاب السوريين في جامعة حلب الحرة، بحسب وزارة التعليم.
ويتضمن الاتفاق إقامة ثلاثة امتحانات “يوس” في الداخل السوري، والسماح لطلاب جامعة حلب بالاستكمال في جامعة ماردين، بعد الحصول على كشف علامات صادر عن جامعة حلب ومصدق من وزارة التربية والتعليم في “الحكومة المؤقتة”.
كما ينص الاتفاق على مساعدة الطلاب الحاصلين على قبول جامعي في جامعة ماردين على دخول تركيا لمتابعة الدراسة، عن طريق إعطائهم رسالة قبول جامعي صادرة عن رئاسة الجامعة.
اتفاقية تعاون بين جامعة “حلب الحرة” وجامعة ماردين التركية.. على ماذا تنص؟
ولا يزال التعليم في الشمال السوري، وتحديداً التعليم العالي، أمام تحديات ومصاعب جمّة شكلت هاجساً يراود القائمين على العملية التعليمية من جهة، والطلاب من جهة أخرى، ليصبح من بين أكثر القطاعات تأثراً بالحرب كونه مرتبطٌ بأحلام ومستقبل الآلاف من الشباب والشابات في مناطق الشمال.
ورغم تلك التحديات، ثمة تقدم ملموس، ظهرت نتائجه مؤخراً، عقب سنوات من خروج تلك المناطق عن سيطرة نظام الأسد، وبدء مع تخريج أولى الدفعات من مختلف الأقسام، ليواجه الخريجون تحديات من نوع آخر؛ أبرزها الاعتراف الدولي بالشهادات التي حصلوا عليها، ومدى توافر فرص عمل في السوق المحلي.
كيف تطورت جامعة حلب خلال سنواتها الخمس؟
منذ تأسيسها مطلع عام 2016، واجهت “جامعة حلب في المناطق المحررة”، ومقرها مدينة اعزاز شمالي حلب، عقبات عدة استطاعت التغلب على بعضها فيما لا تزال تواجه الكثير منها، وأبرزها مسألة التمويل.
وبحسب رئيسها، الدكتور عبد العزيز الدغيم، فإن الجامعة شهدت تطوراً كبيراً منذ تأسيسها، على صعيد عدد الطلاب وعدد الكليات والأقسام، إلى جانب الدور الاجتماعي الذي تقوم به.
وأضاف الدغيم لـ “السورية نت” أن الجامعة بدأت العمل “بحوالي ألف طالب فقط في جميع المناطق المحررة”، مشيراً إلى أنها الآن أصبحت تضم أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة موزعين على 13 كلية و4 معاهد متوسطة وتجمّعين.
التجمع الأول في مدينة اعزاز، ويضم حوالي 6100 طالب وطالبة، والثاني في مارع حيث توجد كليتي الطب والصيدلة وتضمان نحو 1200 طالب وطالبة.
وتضم الجامعة كادراً تدريسياً ذو كفاءات عالية، حسب الدغيم، مكوناً من أكثر 65 مُحاضِراً حاصلاً على شهادة دكتوراه و40 مُحاضِراً حاصلاً على شهادة ماجستير.
“جامعة حلب في المناطق المُحررة” تحتفل بتخريج أول دفعة أطباء(صور)
وكانت الجامعة أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عن تخريج أول دفعة من كلية الطب البشري، وتضمنت 32 طبيباً وطبيبة.
وتضم الجامعة، أقساماً واختصاصات متنوعة، من بينها: الطب البشري، والاقتصاد، والحقوق، والشريعة، والتربية، وإدارة الأعمال، والآداب العربية والإنكليزية، والتاريخ، والهندسة الزراعية.