بعد التقارب الأردني مع النظام..واشنطن: لن نطوّر العلاقات ولا نشجع الآخرين
حسمت وزارة الخارجية الأمريكية، الجدل الحاصل حول موقف واشنطن، حيال قطع بعض الدول لخطوات إضافية لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، آخرها الأردن.
وقال متحدث باسم الوزارة لـ “رويترز”، أمس الأربعاء، إن واشنطن ليس لديها خطط حالياً للتطبيع أو لرفع مستوى العلاقات مع حكومة الأسد، كما أنها لا تشجع الدول الأخرى على القيام بذلك.
يأتي هذا رداً على استفسار حول الموقف الأمريكي من التقارب الحاصل بين الأردن ونظام الأسد مؤخراً، والمتمثل باتفاقيات اقتصادية وفتح المعابر الحدودية بالكامل، إلى جانب استئناف الرحلات الجوية إلى دمشق.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية:”لن تطبع الولايات المتحدة أو تطور علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد، ولا نشجع الآخرين على القيام بذلك، بالنظر إلى الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري”.
وتابع: “الأسد لم يسترد الشرعية في نظرنا ولا مجال لتطبيع العلاقات الأمريكية مع حكومته في هذا الوقت”.
وشهد الموقف الأمريكي تخبطاً خلال اليومين الماضيين، إذ أدلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جالينا بورتر، بتصريحين حيال التقارب الذي تشهده العلاقات الأردنية مع نظام الأسد.
بورتر رحبت في البداية بإعلان الأردن استئناف الرحلات الجوية إلى دمشق، وفتح المعابر الحدودية بالكامل بين الأردن وسورية، لتشير لاحقاً، إلى أن الولايات المتحدة تراجع التطورات الأخيرة وتنظر فيها.
وقالت بورتر في سؤال وجهه لها أحد الصحفيين، أول أمس الثلاثاء، حول استئناف الرحلات الجوية بين الأردن وسورية ”عندما يتعلق الأمر بالسفر التجاري، نحن بالتأكيد نرحب بهذا الإعلان”.
إلا أنه وفي إحاطة صحفية لاحقة، نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية عبر موقعها الرسمي، قالت المتحدثة باسم الوزارة “ليس لدي ما أعلنه فيما يتعلق بحالة العلاقة أو أي تغيير في السياسة (تجاه نظام الأسد)، ما يمكنني قوله هو أننا نراجع الإعلان بالتأكيد”.
وطالبت بورتر الصحفيين باعتماد إجابتها الثانية، حول فتح المعابر واستئناف الرحلات الجوية بين الأردن وسورية.
ويخضع نظام الأسد لعقوبات أمريكية وفق “قانون قيصر”، وتنص على منع التعامل الاقتصادي والتجاري مع نظام الأسد أو أحد الداعمين له، خاصة في مسألة إعادة الإعمار، لإجباره على القبول بحل سياسي، حسب مسؤولين أمريكيين.
ولم يتضح بعد ما إذا كان الأردن قد حصل على ضوء أخضر من الولايات المتحدة، لإبرام اتفاقيات اقتصادية مع نظام الأسد، خاصة في مجال المياه والطاقة والكهرباء والزراعة والتجارة.
وبحسب وكالة “رويترز” فإن الهدف من تقارب الأردن مع النظام هو تعزيز اقتصادات الدول المتعثرة، وإعادة سورية إلى الحاضنة العربية التي نُبذت منها منذ 10 سنوات.