قال “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) إن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى في مناطق شمال وشرق سورية، مبدياً استعداده للحوار مع إيران.
وفي مقابلة مع وكالة “رويترز”، اليوم الجمعة قالت الرئيسة المشتركة للمجلس، إلهام أحمد: “الولايات المتحدة الأمريكية أعطت التزاماً واضحاً اتجاهنا”.
وأضافت: “وعدت بفعل كل ما يلزم لتدمير الدولة الإسلامية والعمل على بناء البنية التحتية في شمال شرق سورية”.
وتأتي تصريحات أحمد بعد اجتماعات عقدتها قبل أسابيع مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية وممثلي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وفي سياق حديثها للوكالة أشارت أحمد إلى أنهم يتحدثون مع روسيا “اللاعب الرئيسي في سورية”، ومستعدون للحوار مع إيران أيضاً.
وهذه هي المرة الأولى التي يبدي فيه المسؤولون الأكراد في سورية استعدادهم لفتح قنوات حوار مع إيران الداعمة لنظام الأسد، منذ مطلع أحداث الثورة السورية.
وفي الوقت الذي توجهت فيه واشنطن إلى الانسحاب من أفغانستان والانتقال إلى دور استشاري في العراق كانت عدة تساؤلات قد طرحت حول مصير القوات الأمريكية المتواجدة في شمال شرق سورية.
وكان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أعلن انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرقي سورية، الأولى كانت في 20 من ديسمبر/ كانون الأول 2018، والثانية في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، بعد إطلاق تركيا عمليتها العسكرية “نبع السلام”.
إلا أن واشنطن أعلنت لاحقاً نيتها الاحتفاظ بعددٍ من الجنود في سورية، من أجل “حماية” المنشآت النفطية، و”منع” صولها إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” مجدداً.
وسبق وأن أعربت إلهام أحمد عن تخوفها من مستقبل مناطق شمال وشرق سورية، في حال انسحاب واشنطن.
وأكدت في تصريحات سابقة، الشهر الماضي: “بالاستفادة من التجارب السابقة، نحن دائماً نبحث عن بدائل، ونرى من الضروري أن يكون لدينا حلفاء وبدائل، لحماية مكتسبات شعبنا وعدم تعرضهم لانتكاسات ثانية”.
ومنذ وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض وحتى الآن لم تتكشف بوضوح الاستراتيجية الأمريكية الخاصة بالملف السوري، وأيضاً تلك المتعلقة بمناطق شمال وشرق سورية.
ومنذ نحو شهرين بدا لافتاً توجه “مسد” إلى فتح قنوات حوار مع الجهات الدولية الفاعلة بالملف السوري، في مقدمتها أمريكا وروسيا.
كما أبدى استعداده قبل أسابيع للحوار مع تركيا، على الرغم من تصريحات إلهام أحمد الأخيرة، والتي لم تنف فيها الارتباط مع “حزب العمال الكردستاني”، المصنف على قوائم الإرهاب.