تستحوذ العملية العسكرية التي هدد بتنفيذها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في شمالي سورية، على حديث وسائل الإعلام التركية هذه الأيام.
ونشرت صحيفة “ملييت” تقريراً، اليوم السبت، قالت فيه إن الجيش التركي بدأ بإرسال تعزيزات إلى طول حدوده الجنوبية مع سورية، في مؤشر عن قرب تلك العملية، التي لم تتبلور صورة تفاصيلها حتى الآن.
وجاء في تقرير الصحيفة الذي ترجمه فريق “السورية.نت”، أنه “من المتوقع أن تهدف العملية إلى السيطرة على عمق 30 كيلومتراً في المنطقة الحدودية، بدءاً من تل أبيض ورأس العين ووصولاً إلى جرابلس غرباً والخط الحدودي مع العراق شرقاً”.
وكان مسؤولان تركيان قد أشارا لوكالة “رويترز”، أمس الجمعة إلى أن أنقرة تستعد لإطلاق العملية العسكرية ضد “وحدات حماية الشعب”، وذلك في حال فشلت محادثاتها مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
في المقابل جدد أردوغان تهديده، لافتاً إلى أن تحرك بلاده العسكري المرتقب سيكون “مختلفاً” عن السابق.
وبينما تتصاعد حدة التهديدات التركية، لم يصدر أي تعليق من جانب روسيا أو أمريكا حتى اللحظة، وهما الدولتان “الضامنتان” للاتفاق الأخير الذي أعقب عملية “نبع السلام”.
وبحسب صحيفة “ملييت”، من “المتوقع أن تتكون العملية البرية المحتملة من مرحلتين وأن المناطق التي قد تشكل خطراً على الجيش التركي سيتم ضربها في المقام الأول”.
“نقاط أولوية”
واستعرضت الصحيفة في تقريرها خمس “نقاط أولوية” سيتم النظر إليها في حال اتخاذ قرار تنفيذ العملية بشكل معلن.
النقطة الأولى هي مدينة تل رفعت، وتشير الصحيفة إلى أنها تشهد انتشاراً لقوات الأسد والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية، بالإضافة إلى “الوحدات”، وذلك منذ عام 2016.
وتوضح أنه “من خلال السيطرة على هذه المنطقة، سيتم منع الهجمات ضد القوات المسلحة التركية إلى حد كبير”.
بينما تتمثل نقطة الأولوية الثانية بمدينة منبج في ريف حلب الشرقي، وتصفها الصحيفة أنها “ذات أهمية كبيرة بالنسبة لتركيا. في حال السيطرة عليها ستكون السيطرة سهلة على عين العرب (كوباني) سهلة أيضاً”.
أما النقطة الثالثة فهي مدينة عين العرب(كوباني) التي تقع على الحدود التركية “هي مهمة لأنها تربط مناطق سيطرة المعارضة غربي الفرات بمناطق سيطرتهم في شرقي الفرات”.
و”النقطة الرابعة هي مدينة عين عيسى، والتي تقع في ريف الرقة الشمالي على طرق حلب- الحسكة الدولي (m4). تريد القوات التركية السيطرة عليها من أجل تعزيز وجودها على الطريق السريع ومنع الهجمات”.
في حين تعتبر مدينة تل تمر آخر النقاط التي تحدثت عنها الصحيفة التركية، مشيرةً إلى أنها “منطقة استراتيجية، ومركز نقل مهم ما بين الحسكة والرقة. هي أحد الأماكن التي انتشر فيها النظام والقوات الروسية بعد عملية نبع السلام للقوات المسلحة التركية”.
وكثفت وسائل إعلام تركية الأسبوع الماضي تغطياتها الإخبارية، ونشرها لتحليلاتٍ عسكرية وسياسية، تتعلق بالتطورات في شمال سورية، خاصة بعد أردوغان، الاثنين الماضي عن أنه “لم يعد لدينا صبر اتجاه الاماكن التي هي مصدر الهجمات الارهابية ضد بلدنا من سورية. نحن مصممون على القضاء على التهديدات التي تنطلق من هذه المناطق”.
وشنت تركيا عمليتين عسكريتين كبيرتين في سورية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” التي تشكل “الوحدات” عمادها العسكري، وهي “غصن الزيتون” في منطقة عفرين شمال غربي حلب في يناير/كانون الثاني 2018، و”نبع السلام” شرق الفرات في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
وقبل ذلك كانت العملية الأبرز للجيش التركي في سورية هي “درع الفرات” التي أفضت لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” سنة 2016 من مناطق واسعة في ريفي حلب الشمالي والشرقي بين جرابلس عند نهر الفرات وصولاً للراعي وشرق اعزاز، ولخسارة “قسد” بعض المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها في هذه المناطق، إضافة لحرمانها من وصل مناطق سيطرتها في منبج، بعفرين التي كانت تحت نفوذها في ذلك الوقت.