صعدت القوات التركية استهدافها لمواقع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مدينة منبج، وسط اشتباكات على الأرض بين “الجيش الوطني” وعناصر “قسد”.
وذكرت مراصد محلية أن الجيش التركي، استهدف اليوم الثلاثاء، محيط مدينة منبج شرقي حلب، بالمدفعية الثقيلة، في محاولة لتقدم عناصر “الجيش الوطني”، وسط اشتباكات بالأسلحة المتوسطة على خطوط الجبهة.
تزامناً مع ذلك شهد محور تل تمر بريف الحسكة اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة، المدعومة تركياً، وبين عناصر “قسد” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” عمادها الأساسي.
اشتباكات عنيفة على جبهات منبج وتل تمر مع بدء الجيش الوطني مدعوما من تركيا باقتحام مواقع مليشيا قسد في عدة نقاط على تلك الجبهات قصف مدفعي و جوي عنيف على تجمعات مليشيا قسد .. pic.twitter.com/1EdpL07pSy
— othman_alkneter (@AlkneterOthman) October 19, 2021
يأتي ذلك التصعيد بعد أيام من تلميح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى نية بلاده شن عملية عسكرية جديدة ضد “وحدات حماية الشعب” (ypg) في سورية، بعد سلسلة الهجمات التي تعرضت لها قواته في المنطقة.
وقال أردوغان، الأسبوع الماضي، إن “الهجوم الأخير على قواتنا (في منطقة عملية درع الفرات) والتحرشات التي تستهدف أراضينا بلغت حداً لا يحتمل”، مضيفاً: “سنقضي على التهديدات التي مصدرها من هناك (شمال سورية) إما عبر القوى الفاعلة هناك أو بإمكاناتنا الخاصة”.
ومنذ ذلك الوقت استحوذت العملية العسكرية التي هدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في شمالي سورية، على حديث وسائل الإعلام التركية هذه الأيام.
ونشرت صحيفة “ملييت” تقريراً، السبت الماضي، قالت فيه إن الجيش التركي بدأ بإرسال تعزيزات إلى طول حدوده الجنوبية مع سورية، في مؤشر عن قرب تلك العملية، التي لم تتبلور صورة تفاصيلها حتى الآن.
وتوقعت الصحيفة أن تشمل العملية المنطقة الحدودية، بدءاً من تل أبيض ورأس العين ووصولاً إلى جرابلس غرباً والخط الحدودي مع العراق شرقاً، بعمق 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية الحدودية مع تركيا.
تسليم منبج
من جانبه، قال القيادي الكردي، صالح مسلم، عضو الهيئة الرئاسية لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، إن نظام الأسد وروسيا طلبتا من “الإدارة الذاتية” تسليم مدينة منبج شرقي حلب، إلى تركيا.
وقال مسلم في حديثه لصحيفة “الشرق الأوسط”، أمس الاثنين، إن “موسكو ودمشق ادعتا مراراً أن الجيش التركي سيهاجم مدينة منبج، وقالتا لنا عليكم تسليمها للأتراك وإذا لم تسلموها فسنهاجم نحن (أي موسكو ودمشق)”.
واعتبر أن أي عملية عسكرية على منبج سوف تواجه “مقاومة عنيفة” من قبل الأهالي والمجلس الإداري والقوات العسكرية العاملة في المنطقة، حسب قوله.
وتسيطر “قسد” على مدينة منبج ومعظم ريفها. وتعتبر المدينة محط خلاف بين تركيا وأمريكا من جهة وبين تركيا وروسيا من جهة أخرى، وسط غموض في الاتفاق بين هذه الدول على مصير المدينة.
وشنت تركيا عمليتين عسكريتين كبيرتين في سورية ضد “قسد” التي تشكل “الوحدات” عمادها الأساسي”، وهي “غصن الزيتون” في منطقة عفرين شمال غربي حلب في يناير/كانون الثاني 2018، و”نبع السلام” شرق الفرات في أكتوبر/تشرين الأول 2019،.
وقبل ذلك كانت العملية الأبرز للجيش التركي في سورية هي “درع الفرات” التي أفضت لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” سنة 2016 من مناطق واسعة في ريفي حلب الشمالي والشرقي بين جرابلس عند نهر الفرات وصولاً للراعي وشرق اعزاز، ولخسارة “قسد” بعض المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها في هذه المناطق، إضافة لحرمانها من وصل مناطق سيطرتها في منبج، بعفرين التي كانت تحت نفوذها في ذلك الوقت.