“مجلس التعاون الخليجي” عن قرداحي واليمن: فهم قاصر وقراءة سطحية
رد وزير الإعلام اللبناني الجديد، جورج قرداحي، على حملة الهجوم التي تعرض لها، بسبب تصريحاته التي اعتُبرت مسيئة للسعودية والإمارات، حول حرب اليمن.
وقال قرداحي في تصريحات عقب اجتماع “المجلس الوطني للإعلام”، اليوم الأربعاء، إنه لم يخطئ بحق أحد ولن يعتذر، موضحاً أنه لم يتهجم على أحد وأنه ضد الحرب “العبثية” فقط.
وألمح إلى أنه لن يستقيل من منصبه في الحكومة التي تشكلت حديثاً، بقوله: “عندما يطالبني أحد بالاستقالة أقول له إنني جزء من حكومة مُتراصة (…) كيف يملون علينا من يبقى في الحكومة ومن لا يبقى ألسنا دولة ذات سيادة؟”.
قرداحي: اتهامي بمعاداة #السعودية مرفوض… ولا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به @GKordahi https://t.co/4KznIGDaeY
— قنـــاة الجـــديـــد (@ALJADEEDNEWS) October 27, 2021
تصريحات قرداحي جاءت بعد هجوم تعرض له، على خلفية تصريحات انتقد فيها دور دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، في حرب اليمن، معتبراً أن الحوثيين “يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي”.
إلا أنه أوضح أن “ما قلته عن حرب اليمن لم أكن طرفاً فيه بل قلته كصديق، فأنا ضد الحرب العربية العربية وأنا لم أهاجم ولم أشتم يوماً السعودية والإمارات أعتبرها بلدي الثاني”.
أبرز ما ورد في مقابلة قرداحي
تصريحات جورج قرداحي التي أثارت الجدل، وردت خلال ظهوره في حلقة بثت من برنامج “برلمان شعب” مع الإعلامي الكويتي شعيب راشد، وبًثت أول أمس.
وقال خلال المقابلة إن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم وأرضهم من عدوان خارجي تقوده السعودية والإمارات”، ما أثار غضباً خليجياً رسمياً ضده.
وزير الاعلام اللبناني #جورج_قرداحي يسيء للتحالف العربي، ويبرر استهداف الحوثيين للسعودية، أما آن للعقول ادراك، ان الدولة اللبنانية رهينة عند نظام ملالي ايران، وحزب الله الارهابي‼️
🔴ملاحظة : وجود شعيب دلالة على الجهة الصغيرة جدا جدا، التي تقف وراء كل استهداف للامارات والسعودية. pic.twitter.com/Mtc33jY6nu
— الدرع الاماراتي Ⓜ️🇦🇪 (@Emarati_Shield) October 26, 2021
والمقابلة التي عُرضت قبل يومين، يعود تاريخ تصويرها إلى 5 أغسطس/ آب الماضي، أي قبل شهر من تعيين قرداحي بمنصب وزير الإعلام اللبناني في حكومة نجيب ميقاتي.
ودافع قرداحي عن تصريحاته بقوله: “ما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حرباً عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة، ليس دفاعاً عن اليمن ولكن أيضاً محبة بالسعودية والإمارات وضناً بمصالحهما”.
كيف علّقت الحكومة اللبنانية؟
وغرّد الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد عبر حسابه في “تويتر” مخاطباً قرداحي: “صرحت أنك لم تقصد الإساءة للسعودية والإمارات: هل تظننا حمقى، هل أنت أحمق، هل تصدق أنك وزير، هل تعتقد أنك ذكي”
وأضاف: “بإمكانك الإستعانة بجمهور الضاحية أو الإتصال بصديق من التيار الحر.. بانتظار جوابك النهائي”.
#جورج_قرداحي
صرحت بأنك لم تقصد الإساءة للسعودية والإمارات
1- هل تظننا حمقى
2- هل أنت أحمق
3- هل تصدق أنك وزير
4- هل تعتقد أنك ذكيبإمكانك الإستعانة بجمهور الضاحية أو الإتصال بصديق من التيار الحر..
بانتظار جوابك النهائي🤮— عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز🇸🇦 (@abdulrahman) October 26, 2021
كما استنكر “مجلس التعاون الخليجي” تصريحات قرداحي، وقال الأمين العام للمجلس، نايف فلاح الحجرف، في بيان له إن المجلس يعبر عن “رفضه التام جملة وتفصيلاً لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، والتي تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث في اليمن”، مطالباً إياه بالاعتذار.
الأمين العام لمجلس التعاون: تصريحات وزير الإعلام اللبناني تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث ونرفضها جملةً وتفصيلا https://t.co/zxUPpVpQ34#مجلس_التعاون pic.twitter.com/yK4uLxvreE
— مجلس التعاون (@GCCSG) October 27, 2021
من جانبها، علّقت الحكومة اللبنانية على الأحداث الأخيرة بقولها إن تصريحات قرداحي نابعة عن رأي شخصي ولا تمثل موقفاً رسمياً.
وقال رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، في بيان له: “بخصوص كلام وزير الإعلام جورج قرداحي الذي يجري تداوله والذي يندرج ضمن مقابلة أجريت معه قبل توليه منصبه الوزاري بعدة أسابيع فهو كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقاً خاصة فيما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي”.
حرب اليمن
في السادس والعشرين من مارس/ آذار 2015، أعلنت السعودية بدء عملياتها العسكرية في اليمن إلى جانب القوات الحكومية اليمنية، ضد جماعة “الحوثي” المدعومة إيرانياً.
وتحت اسم “عاصفة الحزم” بدأت العملية العسكرية التي شارك فيها تحالف ضم عدداً من الدول بقيادة السعودية و الإمارات، ومشاركة الكويت وقطر ودول عربية أُخرى.
وتبرر السعودية شرعية حربها في اليمن، بأنها جاءت بطلب من الرئيس اليمني حينها، عبد ربه منصور هادي، الذي نفاه الحوثيون من العاصمة صنعاء، بعد سيطرتهم عليها عام 2014.